فيروسات «كمال أجسام»

أحياناً أسرح بخيالاتي على نهج «أليس في بلاد العجائب»، فأتمادى بتنبؤاتي كجهازٍ علمي عجيب لقراءة المستقبل ومعرفة ما سيحدث لنا في القريب العاجل أو الآجل، إلاّ أن الواقع ينص على دراسات أغرب من الخيال، فكما تنبأ العالم الفيزيائي، ألبرت أينشتاين، بموت البشرية كاملاً خلال أربع سنوات في حال انقراض النحل، لم يتجرأ أحد على تجربة الأمر لرؤية النتيجة!

لقد اكتظت رفوف المكتبات وورش الرسم ودور السينما بالعديد من «المفكرين»، الذين يتواصلون معنا من خلال هذه الفنون التوضيحية، المحملة بالأفكار الغريبة، وربما المخيفة، حيث إنها مقرّبة بشكل مريب من عالمنا، فبنظرة «المُستبصِر»، وإن كانت احتمالية وقوعها بعيدة جداً، تجد فئة من الناس يتبنونها ويؤمنون بها بشدة، فمن يدري إن كانت ستحدث أم لا، خصوصاً في عالم باتت أغلب الحقائق فيه لا تمت للمنطق بصلة؟

ولهذا أخشى أن يأتي يوم تتطوّر فيه الفيروسات وتصبح ذات عقلٍ مفكرٍ مستقلٍ بذاته، فتعمل على اختراع «مصل» أو «ترياق خاص» للقضاء على «البَشَريات» أو «الطفيليات الآدمية» وإبادتهم من على وجه الكرة الأرضية! هذا بعد أن تتحد جميع الفيروسات في وطنٍ واحد لتحقيق الأهداف المشتركة! بل قد تشكِّل جيشاً لا يُقهر تحت قيادة الملك «الفيروس الأقوى» صاحب عضلات السوبرمان «وحيد الخلية» وبطل كمال الأجسام!

في الحقيقة، إن انتشار الطاعون والأوبئة أصبح يحتاج إلى «قاموسٍ جديد» يشرح مفاهيم مبهمة لتراكيب الموت! بل يجب إدراجه في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، تحت فئة «الأكثر فتكاً» ابتداءً من جنون البقر وأنفلونزا الطيور والخنازير، مروراً بـ«قهرونا» أعني «كورونا»، وانتهاءً بما لم يتم تسميته أو اكتشافه بعد! كأننا نعيش أحداث فيلم «خيال علمي» لا ندرك فيه ما إذا كان سيأتي البطل الخارق لإنقاذنا في ختام المشهد أم لا؟ فالجدير بالذكر أن قائمة التطعيمات واللقاحات المضادة انتزعت الميدالية الذهبية في سباق أولوياتنا بتفوق ساحق، كما أنها نظمّت جدول أعمال مزدحماً بالأدوية الوقائية في اجتماع طويل بين الإنسان والحياة.

فهل من دواء يُبطل نهائياً مفعول دورة «الخلايا» لكمال أجسام الفيروسات؟!

eman.alhashimi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتبة يرجى النقر على اسمها .

الأكثر مشاركة