إنجازات الأبـيض مستمرة
تأهل المنتخب الوطني لنهائيات آسيا 2015 إنجاز آخر يضاف إلى سلسة الإنجازات التي حققها هذا المنتخب بمجموعته الحالية وجهازيه الفني والإداري، فهو نتاج عمل وتخطيط منظم حصدنا ثماره في السنوات الأخيرة، وأعادنا إلى الواجهة مرة أخرى.
ومن حق الجماهير أن تفرح وتفخر بما يحققه هذا المنتخب، بعد أن أعاد كتابة التاريخ من جديد ورتب أوراق منتخبات القارة، بعودته إلى مكانه الطبيعي الذي عُرف به في حقبة الثمانينات والتسعينات، نعم منتخبنا عاد بقوة، عاد بالأداء والمتعة ثم النتيجة، فمهما قالوا عن تواضع الخصم وقدراته، إلا أن ما قدمه الأبيض فيه درس ورسالة لمنتخبات القارة الكبيرة بأن الأبيض عائد، والعودة هذه المرة ستكون مختلفة ولن يكون فيها رجوع إلى الوراء.
أطل علينا الفجر السعيد بولادة هذا الجيل، الذي نتمنى أن يحافظ على نهجه ويمضي قدماً في أدائه وعطائه ويحمي نفسه من المخاطر القريبة والبعيدة، نعم نفتخر بهذا المنتخب وبهذا المدرب ومن يعمل معه، حيث حقق ما عجز عنه الآخرون، وليترك البعض مهدي في حاله يعمل بهدوء، مكملاً مشواره كي يواصل طريق النجاح بالطريقة، والأسلوب الذي يراه مناسباً، ومثل ما قال الزميل فارس عوض: «وقف الدوري يا مهدي على كيفك، ما دام هذا منتخبنا»!
مسألة تغيير وإحلال المدربين في الأندية طبيعية قياساً بمعطيات ونتائج المباريات وما تخرج به من محصلة نهائية عند الختام، فبعض الأندية دأبت على استبدال مدربيها كعادة سنوية اعتادتها، إذ تبدأ بمدرب وتنهي الموسم بمدرب آخر، وبعضها قد يستبدل أكثر من مدربين في الموسم الواحد، فقد أصبحت هذه الأمور كأنها فرض عين على الأندية التي تمارسها في كل موسم.
من حق الأندية أن تلجأ إلى أسهل الحلول كي تنأى بنفسها عن المشكلات والصراعات التي قد تؤجج الجماهير والإعلام عليها، كون نتائج فرقها هي المقياس الذي يحدد نجاحها من عدمه، إذ لا يتم الاكتراث والاهتمام بما تحققه من انجازات إدارية أو حصد بطولات على صعيد الألعاب الأخرى، بقدر ما يتم التركيزعلى نتائج فرق كرة القدم التي تعتبر بوابة النجاح لأي إدارة.
ومن أجل هذا فإن الأندية تعيش هذا الصراع من بداية الموسم حتى نهايته، لكن تبقى مشكلتها الرئيسة مع المدربين، فهي من يتحمل قرار الاختيار وتوابعه، فإن نجح المدرب ارتفعت أسهمها وكُتب لها الاستمرار، وإن أخفق انصبت عليها الاتهامات وتقاذفت عليها اللعنات ليقترب أجل رحيلها من النادي، ومن هنا فإن الإدارات التي لجأت إلى تغيير مدربيها في الآونة الأخيرة من أجل تخفيف غضب جماهيرها وحنقها عليها، ستكون معلقة بين حبل البقاء في حال النجاح أو الرحيل عند الفشل، ليبقى السؤال قائماً من المسؤول عن عملية الاختيار؟ وما الأساس الذي تبنى عليه قاعدة اختيار المدربين في الأندية؟ فالعرف أن قرار الاختيار يقوم على قراءة سيرة ذاتية ومشاهدة صور وأفلام لهذا الاسم أو ذاك حتى تكتمل عملية التعاقد، وهو خطأ فادح وأسلوب غير علمي تقع فيه الأغلبية، إذ إن ما يصلح للفريق الفلاني ليس من الضروري أن يصلح لهذا الفريق، كون الظروف تختلف من مكان إلى آخر، ثم إن عقلية اللاعبين هي ما تحدد نجاح المدرب في أي بقعة من العالم.
نقول ذلك رأفةً بحال الأندية التي مازالت تدور في متاهة الخطأ، الذي لا اعتقد أن يعالج في ظل الطريقة التقليدية التي تعمل بها اللجان الفنية للأندية، رغم التجارب والمقالب التي شربتها طوال السنين الماضية!
twitter:@yousif_alahmed
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .