إسعاد الشعب

إسعاد الشعب هدف استراتيجي، لمن يحمل هم الأمة، وحمى الدولة وأمانة المسؤولية، لكن تحقيق هذا الهدف صعب المنال، إلا عند كُمَّل الرجال، ممن لهم هممٌ كالجبال، ولا تكاد تجد ذلك إلا عند حكام الإمارات، الذين جعلوا هذا الهدف واقعا في وقت يراه غيرهم مستحيلا، ولست أتجنى على أحد، ولكن الحقيقة هي الناطقة بذلك، وانظر إلى هذا الهدف في واقع الشعوب في أرجاء المعمورة، فلن تجد له واقعا «وبضدها تتميز الأشياء».

وإذا كان لإسعاد الشعوب مقومات، فهي: الأمن في الوطن، والعدل في الحكم، والرفاهية في المعيشة، وتسهيل الخدمات، والرضا النفسي عن الحياة والأحياء، وإن ذهبت تُسقط هذه المقومات على شعب الإمارات، فستجدها مترجمة في الواقع من غير بيان، فمن الذي أسدى هذه السعادة بعد توفيق الله تعالى ومِنَّته غير من جعلها هدفا لسياسته وخططه، وألزم بها من جعل مصالح الشعب في أيديهم، وظلت عينه ترقبهم وتتابعهم، إنهم شيوخنا الأكارم من آل نهيان وآل مكتوم، وإخوانهم حكام الإمارات، الذين استقوا من حكمة زايد وراشد، طيب الله ثراهما، هذا الهدف فنشدوه وطبقوه، فأضحت الإمارات ذات سعادة منقطعة النظير في عالم اليوم، الذي يعيش أكثره في بؤس الخوف والفقر والجور.

وهذه السعادة التي يعيشها هذا الشعب، تقتضي منهم أموراً لابد أن يفوا بها، وهي:

1- شكر الله تعالى بالجنان والأركان، بأن تسخر هذه النعم في ما يرضي الله تعالى من الأقوال والأفعال، وأن يُثنى على الله تعالى بالجميل على إسدائها، ومن لازم شكر الله تعالى شكر من جعل هذه السعادة هدفاً له، ليطبقها في شعبه و بلده، فإنه «لا يشكر الله تعالى من لا يشكر الناس»، وبالشكر تدوم النعم.

2- الحفاظ عليها وكأنها جزء من الحياة، فلا يُفرَّط بقليلها فضلا عن كثيرها، ومن المحافظة عليها السعي لتطويرها والاستزادة منها؛ لأن الحياة تمشي على عجل ولا تقبل الركود.

3- الاعتبار بمن فقد هذه السعادة في نفسه وبلده، لمَّا أعرضوا عن الله تعالى، وإن كان بعضهم في ثراء، فإن الشيء لا يعرف إلا بضده «والضدُّ يُظْهر حسنه الضدُّ».

4- تذكر الحياة التي عاشها الآباء، وكانت بضنك عيشها وقلة مواردها، وعدم التنكر لذلك الماضي العريق؛ فإن تذكر الماضي يحمل على الحفاظ على الحاضر، ومن ليس له ماضٍ ليس له حاضر ولا مستقبل، كما قال حكيم العرب زايد بن سلطان، رحمه الله.

«كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء في دبي»

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

الأكثر مشاركة