كل يوم
لسنا دولة ديمقراطية بمفهوم الغرب..
لسنا دولة ديمقراطية، هذا ما يراه الغرب فينا، ولا يرى غير ذلك، فالديمقراطية إما أن تكون على طريقتهم، وبأسلوبهم، وإما لا تكون أبداً!
لا يهمنا ما يطلقه الآخرون علينا من أحكام وفقاً للزاوية التي تراها أعينهم، فهي بالتأكيد لا ترى الصورة الكاملة، لكننا كمواطنين في هذه الدولة نراها واضحة، ونعيشها واقعاً ملموساً، فالديمقراطية هي أسلوب يهدف إلى تحسين حياة الناس، ونحن نعيش الآن كأسعد شعب عربي، هذه السعادة، وفقاً لمعايير الأمم المتحدة، وصلنا إليها بأسلوبنا ونظامنا الاجتماعي والسياسي الذي يلائمنا ويناسبنا، ولا نحتاج إلى أن نجرّب أسلوباً ونظاماً غيره.
إشراك شعب كامل في أكبر عصف ذهني يشهده العالم، فكرة عبقرية، لم نسمع عنها في أي مكان آخر، لا في ديمقراطيات الغرب، ولا أنظمة الشرق. |
ربما لا نكون دولة ديمقراطية، في نظر الغرب وبمعاييره، لكن الإنصاف أيضاً أن يعرف العالم أننا لسنا دولة ديكتاتورية، ولا دولة متخلفة أو متشددة أو رجعية، لا يعاني الشعب ظلماً وقهراً، ولا ينخر في أركان الدولة الفساد، فالإمارات دولة رفاه وأمن وأمان، وصلت إلى ذلك بمعاييرها وأسلوبها ونظامها الذي نراه أفضل من جميع أنظمة العالم.
إشراك شعب كامل في وضع خطط واستراتيجيات لتطوير قطاعي الصحة والتعليم، في أكبر عصف ذهني يشهده العالم، فكرة عبقرية، لم نسمع عنها في أي مكان آخر، لا في ديمقراطيات الغرب، ولا أنظمة الشرق، هي فكرة إماراتية خالصة، تهدف إلى مشاركة جميع المختصين والمعلمين وأولياء الأمور، وحتى الطلبة، في رسم سياسة التعليم، وكذلك المختصين في الصحة، لوضع أفكار تطويرية لقطاع الصحة، تم تجميع الأفكار والمقترحات، ووضع محاور النقاش، ثم اجتمع الوزراء، بحضور عدد من أصحاب الأفكار، في خلوة وزارية بعيدة عن جو العمل الرسمي، للتحاور والوصول إلى أهم المقترحات، ثم رفعها لتخرج على شكل سياسات وقوانين صالحة للتطبيق، أليس ذلك هو فحوى الديمقراطية؟ ألا يعد هذا السلوك، وهذه الفكرة، أحد أجمل أشكال المشاركة الشعبية؟!
رئيس دولة يتلمس احتياجات مواطنيه، ويوفر لهم ما يحتاجون إليه، يطلق المبادرات، وينشر الراحة والسكينة في أرجاء دولته، ورئيس وزراء يعشق الميدان، لا ينتظر التقارير، ولا يحبذ الجلوس في مكتبه، يتنقل بين الإمارات، ويتفقد الأعمال الإنشائية، والمشروعات، قبل وأثناء وعقب تنفيذها، شيوخ وقادة يزورون المواطنين في بيوتهم، يشاركونهم الأفراح والمسرات، ويواسونهم في الأحزان، يُدخلون البسمة على قلوب الأطفال والصغار، ويحترمون ويوقرون الكبار، يقضون جل أوقاتهم في العمل الحقيقي لتطوير الدولة، ورسم مستقبل الأجيال المقبلة، فأي نظام يمكن أن يفعل ذلك؟!
لسنا دولة ديمقراطية، بمعايير الغرب ونمطه، لكننا نعيش الديمقراطية بمعاييرنا وأسلوبنا، نعيش أفضل منهم، في مجالات كثيرة، فهناك عشرات بل مئات الآلاف من الأوروبيين والغربيين، تركوا بلدانهم المتطورة والديمقراطية، وجاؤوا للعمل والعيش هنا، وهم يعيشون هنا بشكل أفضل من بلدانهم، باعترافهم، فكم إماراتياً في المقابل ترك الإمارات طمعاً في ديمقراطية الغرب؟!
twitter@samialreyami
reyami@emaratalyoum.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .