«البرماوي..!»

«كان المطر شديداً في يوم الاثنين الماضي.. أخي يشاهده من نافذة غرفتنا وهو يردد: اللهم صيباً نافعاً.. منظر المياه الجميلة وهي تنساب إلى الممرات المائية الخاصة بها على الرصيف يبعث على بهجة طفولية، تحس معها بأنك ترغب في صناعة مركب صغير من الورق وتجربته هناك.. حيث ينتهي هذا الجدول الحديث ببوابة للتصريف تم هندسة واختيار مكانها بعناية، لتذهب هذه المياه إلى حيث يمكن الاستفادة بها.. خرجت من المنزل وأنا أرتدي ملابسي التي أعدتها الوالدة لهذه الأجواء سلفاً، ووضعتها على الطاولة المخصصة بجوار المكتب.. وقمت بممارسة بعض التمارين التي لا تساعدنا الأجواء الحارة على ممارستها عادة.. أثناء ممارسة رياضة الجري في الفريج كانت الأفكار تزدحم في رأسي حين تشارك الجو الجميل والنفاف، وعقدة العرب الأصيلة في الرغبة في البكاء، وقول أي شعر وإن كان سخيفاً عند نزول المطر.. رتبت أفكاري جيداً.. جلست إلى مكتبي.. وكتبت المقالة التي قرأتموها يوم الثلاثاء.. بالفعل لم أكن أتوقع لها هذا النجاح الباهر.. لكن الحقيقة أن الأجواء المطيرة أسهمت في هذا الـ...». بس خلاص تعبت من الجذب!. ولكني لست الكاذب الوحيد هنا.. أنت تقرأ هذه المقالة وأنت تهز رأسك، والحقيقة أن مقالتي لم تنزل في يوم الثلاثاء الماضي!

لنعد للرواية الحقيقية منذ بداية اليوم، أخي بالطبع «ما يدل درب المسيد»، لذا فقد كان يتقافز كأي شخص يرغب في إقناعك بنظرية داروين وهو يصيح على صوت المطر «عاشوا.. فوقه.. صوبنا.. هذا هو.. عطه.. عليهم.. كليناهم». وحين نصحته كأي شخص يحاول إثبات عكس النظرية بأن هناك مأثورات تقال في هذه الحالات بدلاً من فاصل «المعلايه» هذا، أسبل عينيه وقال بكل إيمان «غفرانك»، وهو الحديث الوحيد الذي يحفظه، لكنه يقال عند سماع صياح الديك لا صوت الرعد.. مشيناها.. بالطبع لا أحد يفكر في تجهيز هدوم الشتاء ما لم تُصب بثلاث نزلات برد وحمى قوية لكي ينتبه الآخرون.. ومرة أخرى.. تفكيرك خاطئ.. فحتى ثياب الصيف ليست جاهزة لأن أحداً لا يهتم.. خرجت بالزي الوطني المجيد لأن قوانين الفريج تسمح بالخروج بـ«الوزار» طالما أنك لن تبتعد عن محيط المنزل أكثر من 100 متر.. عن نفسي لم أبتعد أكثر من مترين، لأنني فهمت في اللحظة التي فتحت فيها باب المنزل شعور روبنسون كروزو الذي عاش على جزيرة معزولة.. كل ما كنت أريده هو الوصول إلى سيارتي التي يظهر نصفها العلوي فقط بسبب خطأ في تنفيذ الشارع والشبكة والمنهولات، لكي أحضر هاتفي وأتصل بالجهات المعنية.

الحق يقال بأن الجهة المعنية استجابت بسرعة كبيرة للشكوى وأرسلت صهاريج لحل الإشكال.. ولكن ألن تعلمونا السباحة بدلاً من إعطائنا سمكة في كل موسم؟! وعلى سيرة السمك فالوضع أمام المنزل يبشر بخير، وسنبدأ بإنتاج أول دفعة قريباً إذا استمرت كمية الأمطار على هذا الحال.

ما دخل كل هذا بمقالة الثلاثاء؟! بالطبع لأن المياه تسربت للملحق وضربت «شوط»، ما عطل جميع الأجهزة الكهربائية بما فيها الكمبيوتر الذي أكتب عليه.. وجعلني أحصل على إنذار نهائي من الصحيفة.. وتهديد بتحويلي لصفحة الإعلانات المبوبة!

مزاح ورماح.. برعاية.. معلم شاورما يبحث عن عمل مناسب!

Twitter:@shwaikh_UAE

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

الأكثر مشاركة