مزاح.. ورماح

مصيرك تعتزل!!

أحمد حسن الزعبي

شخصياً لو جلس قربي في كرسي الطائرة، أو وقف خلفي على طابور الشاورما، أو صادفته في محل للأحذية، فلن أعرفه.

بالنسبة لي لا أدقق كثيراً في الوجوه، لاسيما الوجوه الغربية، إلى درجة أنني لا أستطيع أن أميز بين السائح، ولاعب كرة القدم، وعضو هيئة دبلوماسية، والنجم السينمائي، فكلّ أشقر بالنسبة إليّ «جورج».

لا أدري لماذا شعرت بأن ما قام به النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو كان مبالغاً فيه للغاية، ماذا يعني أن يحيط نفسه بكل هذه الهالة العجيبة، فيطلب من المستضيفين أن يضربوا عليه طوقاً من السرية خلال زيارته إلى دبي، فلا يُعلن تاريخ وصوله، ولا مكان إقامته، ولا نشاطاته اليومية، خوفاً من إزعاج المعجبين له، وابتعاداً عن الضجيج الإعلامي، وطلباً للاسترخاء برفقة صديقته.. طيب «على بال مين ياللي بترقص بالعتمة».

صحيح أن الخصوصية حلوة، ويفتقدها النجوم غالباً، لكن ليس في دبي التي تعجّ دائماً بنجوم السينما والغناء والرياضة والإعلام والسياسة، فالإنسان العادي معتاد في حركته اليومية بين الوظيفة والشارع والتسوق أن يصادف النجوم ولا «يفترسهم»! امشِ في أي «مول»، أو حتى في سوق نايف ستتعثر بنجمين أو ثلاثة على الأقل، ولا أحد يقترب منهم أو يحاول أن يخترق خصوصيتهم!

صادفت في حياتي نجوم سينما وغناء وإعلام في أماكن عامة، وفي قاعات انتظار الطائرات، وكان لديّ مقياس أقيس به تصرّفي مع أولئك النجوم، فلا أبادر بالسلام أو إلقاء التحية أو طلب صورة تذكارية من أي منهم، إذا كان يرتدي نظارات شمسية سوداء، أو طاقية، أو وشاحاً يغطي به فمه، ويدير وجهه إلى الجهة المقابلة كلما تفرّس أحد المعجبين في ملامحه، قبل الانقضاض عليه. على العكس تماماً كنت أصافح بحرارة من أراه يتبادل مع الناس ويبادلني الابتسامة، و«يدردش» معهم بتواضع وعفوية، ويتصرّف على طبيعته التي أحبّها الناس فيه، وللأسف وجدت قلة قليلة منهم تفعل ذلك!

المشكلة أنهم بعد سنوات قليلة تختفي نجوميتهم، وينساهم الناس من ذاكرتهم، ويتبدد جمهورهم الكبير، عندها يصبحون ودودين للغاية، بحيث كلما «كشّ» أحد الجالسين ذبابة عن وجهه فكّر «النجم الطافي» أنها تحية، وردّ عليها بأحسن منها، مع ابتسامة عريضة!

سؤالي: ما قيمة النجم من غير معجبيه ومحبّيه؟

تباً للشهرة إذا كانت ستولد من رحم العجرفة!

**

أما أنت يا كريستيانو رونالدو، فمصيرك تكبر وتعتزل، ونشوفك تدرّب فريق «المصاقيل» الرياضي!

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر