شكر القائد

شكر ذي النعمة من مُسلَّمات الأمور عند ذوي العقول، وهو من مقتضيات شريعتنا الإسلامية التي جاء فيها على لسان رسولنا صلى الله عليه وسلم، قوله «من لا يشكر الناس لا يشكر الله»، وفي حديث آخر «من لم يشكر الناس لم يشكر الله»، وإذا كان شكر الله تعالى واجباً شرعاً، فإن من لوازم شكره شكر ذوي الإحسان والامتنان، فمن فعل ذلك كان شكوراً لله تعالى؛ لأنه إذا أدى حق العباد فهو مؤدٍّ لحق ربهم سبحانه.

شكر ذي النعمة من مُسلَّمات الأمور عند ذوي العقول، وهو من مقتضيات شريعتنا الإسلامية.

وشكر خليفة القائد الرئيس، وخليفة الأب، وخليفة المحسن، وخليفة العطوف، وخليفة الرحيم.. هو من ذلكم القبيل الذي أوجب علينا الشرع شكرهم لإحسانهم، وهذا مما لا مرية فيه لأحد من أبناء هذا الشعب، الذين يلمسون آثار إحسانه صباحاً ومساء، إنما الغرابة أن يكون هذا الشكر من قائد فذ لمس ذلك الإحسان في ربوع البلاد وأفراد العباد فأصبح يشكره على لسانهم، كواحد منهم.

لا جرم أن صاحب السمو رئيس الدولة - حفظه الله - جدير بذلك وأكثر.

وفي هذا الشكر من نائب القائد ورئيس وزرائه وحاكم إمارة دبي، محمد بن راشد - حفظه الله ورعاه - من المعاني ما يستوجب التوقف عندها لنقرأها كما قرأنا عبارته مكتوبة، وهي بإيجاز معانٍ ثلاثة:

الأول: الجانب التربوي الذي يزرعه في قلوب أبناء الشعب من أن من يحسن للناس لابد أن يُجازى بإحسانه ممن نالهم الإحسان، فضلاً عما يناله من الملك الديان..

من يفعل الخير لا يعدم جوازيَه لا يذهب العرفُ بين الله والناسِ

وهو وما ندب إليه المصطفى، صلى الله عليه وسلم، بقوله «من آتى إليكم معروفاً فكافئوه، فإن لم تجدوا فادعوا له حتى تعلموا أنكم كافيتموه»، لأن في مكافأة المحسن بشكره والدعاء له أداءً لبعض الحق، وهو يحمل المشكور على مزيد من الإحسان، لكونه يجد من يقابل الإحسان بالعرفان.

الثاني: الأرومة الصافية التي يتحلى بها الشيخ محمد نحو القائد والشعب، وهي معبرة عن قمة التلاحم والمحبة المتبادلة، وفي ذلك ما يعطي راحة وسعادة واطمئناناً بتلاحم الصف الأول من هذا الشعب.

الثالث: أن مثل هذا الشكر يستلزم شكراً آخر، وهو شكر الله تعالى على هذه النعمة التي نعيشها، وشكر من سعى في تحصيلها من ولاة الأمر، وشكر صاحب المبادرة الذي رأى أن سعادته في ذكرى يوم جلوسه هو أن يرى الألسن كلها تلهج بشكر رئيس الدولة الذي بذل الكثير وأعطى الوفير.

أدام الله النعم على هذا البلد قادة وشعباً وحفظ قادته.

«كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء في دبي»

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

 

 

 

الأكثر مشاركة