مزاح.. ورماح

«بين البلبل والكنار..!»

عبدالله الشويخ

في كاريكاتير سابق للزميل عماد حجاج، كان هناك رسمان يبينان معادلة غريبة بخصوص الوزن، حيث يظهر الرسم الأول المفارقة في الوزن بين الغني والفقير في خمسينات القرن الماضي، حين كان الفقير فلاحاً فقيراً ضئيل الجسد، وكان الغني (الباشا) مكتنز الجسم، يضع طربوش الملك فاروق الشهير، وفي الرسم الثاني ترى الغني هذه الأيام ضئيل الجسد وممشوق القوام، ويبدو بشكل واضح أنه يطبق حمية «إتكنز»، ولديه اشتراك في صالة ما، في «مول» ما، بينما يبدو الفقير متيناً من كثرة «الجنك فود»!

هذه هي الصورة الحقيقية الآن، إذا أردت القوام الصحي والطعام الصحي فعليك بالكثير من «البهانس»، خذ لديك على سبيل المثال وجبة مشبعة بالدهون مثل الكيما-براتا الشهيرة، يمكنك علف جسدك بأكثر من 2000 سعرة حرارية بمبلغ لا يتجاوز خمسة دراهم، لكن من ناحية أخرى حاول شراء وجبة صحية تحتوي على عدد قليل من السعرات الحرارية، لنقل صحن ريش مشوية مع سلطة فتوش وسلطة خضراء، و«نص» رغيف أسمر، سيعطيك خيي «أنطوان» فاتورة بـ400 درهم، وهو بالطبع لن يمتلك رحابة الصدر التي يمتلكها «حمزة» في سؤاله حين تعطيه الخمسة دراهم: «يبا ربع باقي؟»، بل عليك أن تعطيه ربع قيمة الفاتورة لقاء وسامته، والطريقة التي يقوم بها بربط «الكارافتة»، إضافة إلى ضريبة: «أن الأرض بتحكي عربي!».

الغذاء الصحي، أحد أهم عناصر الاستقرار الأسري والصحي في المجتمع، وبرامج التوعية الخاصة به، وتوافره في متناول الجميع سيقي الكثيرين طريق المرض الطويل، والركض حول البحيرة، وفحوص الكوليسترول الدورية، وربط المعدة، إلا أن المعادلة الصعبة لاتزال موجودة على الأرض، كون هذا النوع من الغذاء يكلف أربعة أو خمسة أضعاف، بسبب طبيعة التكاليف العالية في إنتاجه، خصوصاً بالنسبة لمنتجي الأغذية والخضار والفواكه على المستوى المحلي.

نقلت وسائل الإعلام، أول من أمس، خبراً عن مشاجرة كبيرة حصلت في أحد أفراح الزفاف، بسبب الخلاف بين الأسرتين على «رقصة البطريق»! وبالعودة إلى موقع «يوتيوب» ومشاهدة بعض المعلومات عن هذه الرقصة، سترون بوضوح أن «ربعنا» يقومون بأداء الرقصة بشكل أفضل بكثير من الشعب «الآيسلندي»، الذي اخترعها أصلاً، والسبب لا يحتاج إلى توضيح، فأجسامنا بطريقية بالفطرة!

دقوا على الخشب!

Twitter:@shwaikh_UAE

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

 

 

تويتر