مزاح.. ورماح
طالق بـ «العشرة»
أكثر سؤال يتم قذفه وتداوله من قبل أقارب وصديقات وخالات وعمات الفتاة، عندما يتقدّم شاب إلى خطبتها - طبعاً بعد معرفة اسمه وعائلته واجتيازه فحص «النظر»- هو: «شو بيشتغل»؟ في المقابل الفتاة وأهلها لا يتوانيان عن المبالغة، فإذا كان يعمل موظفاً في محلٍ يقولون «عنده محلات»، وإذا كان سائق تاكسي يقولون «عنده مكتب تاكسي»، وإذا كان فنّي صيانة يرفّعونه إلى مهندس فجأة، كل ما سبق فقط للإيحاء للآخر بأن العريس «لقطة» ووضعه المادي مرتاح، ومستقبلها الأسري يمضي بثبات.
كل ما سبق جميل، لكن تستطيعون التأني قليلاً عند الحكم على بعض المهن، فقد جرت إحصائية علمية اجتماعية حول أعلى نسب المهن التي يجري بها الطلاق أو يمكن أن تهزّ عرش العلاقة الأسرية فتبيّن ما يلي:
أولاً: مهنة الرقص من أعلى النسب التي يدخل فيها الطلاق، حيث تبلغ نسبة الطلاق بين الراقصين ومصممي لوحات الرقص المتزوجين 43%، ربما بفعل كثرة «الهزّ» تهتزّ العلاقة الزوجية ككل.
وتأتي في المرتبة الثانية الساقي في الحانات (البار مان)، والعياذ بالله، حيث تبلغ نسبة الطلاق بين «صبّابين الشاي» 38% أيضاً لو شرب كأساً أو اثنتين من وراء الزبائن «سيتأرجح» رابط الزواج ويتمايل ويسقط أرضاً.
ثالثاً: فئة المدلكين الطبيين، حيث تبلغ نسبة الطلاق بين هؤلاء نحو 29%.. تفسيري المتواضع، من المحتمل لكثرة ما يعمل صاحب المهنة من تدليك للجنسين، ويتعرف على «منسدحين» أكثر، تصاب العلاقة الأسرية بــ«شدّ عضلي».
أما في المرتبة الرابعة: من يعملون في الترفيه والرياضة والأزياء والتصميم وإدارة الحفلات.
أما المهن الأخيرة غير المستقرة من الناحية الأسرية فهي مفاجئة نوعاً ما: مثل حامل الحقائب، أو الناطور، النادل في المطعم، وعامل البناء، والطبّاخ، يعني كل ما ذكر يمكن أن يكون سببه نشوء علاقة مع صاحب المهنة والزبون أو الزبونة، لكن عامل البناء المسكين لا يوجد حوله ما يشجّع على الانحراف ولم أسمع في حياتي أن عامل بناء وقع في حب «تنكة باطون» وهرب معها إلى أنطاكيا، أسمنت على رمل وقضبان حديد، فما الذي يجعل حياته غير مستقرة؟ ثم إن الطبّاخ المسكين كل ما حوله طناجر وملاعق ومغارف، هل سيخون زوجته مع طنجرة نمرة 32 مثلاً؟
برأيي الإحصائية لم تذكر أو تنتبه إلى مهن أخرى أيضاً فيها الاستقرار العائلي على كف عفريت، من أهمها من يعمل في المحكمة الشرعية، هذا تماماً كمن يعمل في محل سيارات مستعملة، كل ما تحلى بعينه «امرأة» أو تقع تحت يده عروس «لقطة» بحالة الوكالة بيعمل قطع ووصل بنفس اللحظة!
ahmedalzoubi@hotmail.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.