ملح وسكر

يُغرّد خارج السرب

يوسف الأحمد

لم يتمخض اجتماع الجمعية العمومية لاتحاد الكرة عن أي قرار منتظر أو نتيجة متوقعة، بعد أن استرسل الأعضاء في الطرح والنقاش في موضوعات وقضايا عديدة كانت تنتظر قرارات حاسمة لتدبيرها وتصريف أمرها، لكن يبدو أن الاختلاف وتباين الآراء أجلا الحسم فيها، ليتم ترحيلها من أجل مزيد من البحث والدراسة وعدم الاستعجال، حتى يكون القرار مبنياً على أسس سليمة وصحيحة، وما تم التطرق إليه من قبل البعض ومدى الاستياء الذي أبدوه من محصلة ذاك الاجتماع السلبي الذي لم يفرز عن قرار واحد، فإنه بلا شك يشير إلى وجود خلل ما عرقل حركة المنظومة التي يديرها الاتحاد، وهو ما جعل أحدهم يصفه بالضعيف وفاقد الحيلة، إذ بدا ضعفه في أن يفرض قرارات يقوم من خلالها بتغليب المصلحة العليا على مصلحة الأندية وأعضائها، الأمر الذي يؤكد أن الخلطة غير متكافئة المقادير، ما جعلها تظهر باهتة بتلك الصورة، لذا فإن تفسير ما حدث لا يمكن أن يتجاوز أحد هذين الاحتمالين، وهو ما وضع الاتحاد في موقف الحرج أمام الرأي العام الذي انتظر طويلاً للفصل في الجدل المستمر الذي تعانيه الساحة، لكن يبدو أن انتظاره سيمتد لفترة أطول، كون الآراء تسير في اتجاه معاكس والأصوات بعضها يُغرد بعيداً خارج السرب!!

«رغم امتعاض البعض من تجميد الدوري مؤقتاً، إلا أن البعض الآخر وجد فيه فرصة لإزالة الضغوط».

فترة التوقف الحالية لدوري الخليج جاءت متزامنة مع استعدادات فرقنا لخوض غمار المشاركات الخارجية خليجياً وآسيوياً، فرغم امتعاض البعض من تجميد الدوري مؤقتاً، إلا أن البعض الآخر وجد فيه فرصة لإزالة الضغوط وصب التركيز في مجرى واحد، خصوصاً أولئك الذين تقع عليهم مسؤولية التمثيل الخارجي وهم لاعبو العين والأهلي والشباب والنصر والجزيرة إذ سيمثلون الكرة الإماراتية آسيوياً وخليجياً، فالأهلي والشباب يتقاسمان الحظوظ المحلية وكذلك الخارجية، من خلال صراعهما على درع الدوري الذي أصبح أقرب لهما من أي فريق آخر، ولعل مشاركتهما الخارجية قد تثقل الكاهل وتزيد من الحمل الطبيعي الذي قد تتحمله فرقهما، لاسيماً أنهما مطالبان بنتائج ومشاركة ايجابية خارجية لا تقل عما يحصدانه محلياً، أما العين والنصر والجزيرة فقد يكون الاستحقاق الخارجي لها خير تعويض على ما فقدته في البطولات المحلية، إذ يعاني البنفسجي في الدوري تذبذب المستوى وتباين النتائج، ما أبعده عن صراع المنافسة الذي يفترض أن يكون أحد أضلاعها، في الوقت الذي ستكون مشاركته الآسيوية بمثابة طوق النجاة الذي يبحث عنه من أجل تعويض إخفاقه المحلي، بينما يتطلب من النصر أن يصالح نفسه وجماهيره قبل أي شي وأن ينسيهم فشله المحلي المتواصل، إذ تتوجب عليه إعادة صورة الانطلاقة التي تفاءل بها أنصاره في بداية الموسم قبل أن تتدهور حالته وينتكس وضعه وتطير أحلام جماهيره، فالمشاركة الخليجية للعميد قد تكون الأمل الوحيد من أجل الخروج بمكسب قد يعيد هوية الأزرق التي مازال يبحث عنها منذ زمن بعيد.

مباراة الهلال والنصر مباراة رائعة بكل تفاصيلها، فهي مواجهة كانت من نوع خاص بين العالمي والزعيم في ديربي الإمتاع والإبداع الذي جاء حتى الإشباع، وأجمل ما فيه أن سوالفه وحكاياه بدأت قبل المقابلة بشهر وستنتهي بعدها بشهر، فقد استحق أن يطلق عليه الكلاسيكو الشهير وديربي العرب الكبير، وصدق من قال «عطني الهلال والنصر، واخذ ديربي حقيقي».

Twitter: @Yousif_alahmed

 لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

 

 

تويتر