إلى البرشلونيين.. «ناموا مبكراً»

ننصح جمهور برشلونة بعدم مشاهدة مباراة «الكلاسيكو» الكونية مع ريال مدريد ليلة الأحد المقبل، والأفْضَل لهم الاستمتاع بمباراة بلد الوليد مع رايو فاليكانو، التي أعتقد أنها ستكون أهون عليهم من هول ما سيشاهدونه من فنون كرة القدم التي من المتوقع أن يقدمها الفريق الملكي، و«الله يسترهم من نتيجة كارثية».

المسألة ليست في النقاط الأربع التي تفصل ريال مدريد المتصدر عن برشلونة الثالث، بل في الحالة الفنية التي يعيشها طرفا المباراة الأكثر جماهيرية على مستوى العالم، بعدما صعد النادي الملكي بسرعة الصاروخ في التقدم والتألق من مباراة إلى أخرى، بينما يتذبذب أداء البرشا «حبة فوق وحبة تحت»، دون إقناع من المدرب الحالي «تاتا».

«ننصح جمهور برشلونة بعدم مشاهدة مباراة (الكلاسيكو) الكونية مع ريال مدريد ليلة الأحد المقبل».

«أبناء (تاتا) خدعوا جماهيرهم حسابياً واعتقدوا أن الدوري بات في (جيبهم) والتتويج به مسألة وقت لا أكثر».

برشلونة بدأ الدوري بشكل أفضل بثمانية انتصارات متتالية قبل أن يسقط في التعادل مع أساسونا، بينما الريال سجل الانتصار في ثلاث مباريات متتالية فقط وتعادل مع فياريال، ثم سقط على يد البرشا ليصبح الفارق ثلاث نقاط فقط، لمصلحة أبناء «تاتا»، الذين خدعوا جماهيرهم حسابياً واعتقدوا أن الدوري بات في «جيبهم» والتتويج به مسألة وقت لا أكثر، دون أن يكشفوا صراحة عن واقعهم المتفكك داخلياً، والمترهل معنوياً، الذي بدأ يظهر تدريجياً خلال الموسم، بإعلان كارلوس بويول أحد أهم الركائز الأساسية للفريق، انتهاء علاقته مع البرشا مع نهاية الموسم بعد علاقة حب ووفاء استمرت 20 عاماً، ثم الحديث صراحة للمرة الأولى عن إمكانية خروج ميسي «رمز النادي»، ما يعني أن برشلونة سيواجه حملة تغيير شاملة تعيد بناءه من جديد.

بينما الريال بقيادة أنشيلوتي بدا متماسكاً وأكثر قدرة على الأداء الجماعي، ولديه الحماس للقتال والعطاء في كل البطولات التي يخوضها، وشاهدناه أمام شالكه ضمن دوري أبطال أوروبا، يدك الفريق الألماني بالستة ذهاباً، ويكمّل عليه بالثلاثة إياباً مع الرأفة بعدما لعب الحظ دوراً فاعلاً مع الألمان بتدخل القائم والعارضة لدرء سيل الهجمات، رغم أن تشكيلة الريال كان أغلبها من الصف الثاني، بعد إراحة مارسيلو ودي ماريا وبيبي ومودريتش مع غياب كريم بنزيما للإصابة.

بصراحة أداء ريال مدريد قبل لقاء «الكلاسيكو» كان مرعباً، ويحذر من «مصيبة» ستحل على رأس «البرشلونيين»، وستُنشر فضائحهم البعيدة عن أعين جماهيرهم، ولا أدري ما هو الشكل الذي سيواجه به المدافعان بيكيه وماسكيرانو سرعة اختراقات «الدون» من الأطراف وتسديداته اللادغة وغير المتوقعة بالقدمين اليمنى واليسرى.

وهل ميسي ونيمار وسانشيز وإنييستا، أو بدرو وفابريغاس قادرون على اختراق الطوق الدفاعي إذا فرض عليهم مدريد ذلك؟ وماذا سيفعلون في ظل استمرار شح الحلول الهجومية، وعدم الجرأة على تنفيذ ضربة ركنية برفع الكرة، وإنما بطريقة «الباص» القصير؟

موعد أول كلاسيكو في عام 2014، يقترب، والقلوب تخفق وتتسارع مع العد التنازلي للساعة، والفوز بالنسبة للفريقين يعني ست نقاط في ظل التنافس على القمة.. والأفضل بالنسبة للبرشلونيين «النوم باكراً».

shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

 

 

الأكثر مشاركة