مزاح.. ورماح
بالأقمار «النسوانية»
شكراً لله.. شكراً لله.. أخيراً لقد تفوّقنا على الغرب، و«بطحناهم» في عقر دارهم، مثبتين لهم عجزهم وفشلهم، واضعين لهم حجمهم الحقيقي بعد أن هلكونا منذ نصف قرن وهم يصنّفون العالم إلى عالم أول، عالم ثانٍ، عالم ثالث، ليأتي اختفاء الطائرة الماليزية فيقلب الأمور رأساً على عقب، جاعلاً العالم الأول عالماً ثالثاً والعالم الثالث عالماً أول، وياااا فرحتي.
ففي الوقت الذي عجزت فيه دول متفوّقة تكنولوجياً عن تحديد مكان الطائرة الماليزية المختفية منذ أسابيع، وعلامات الخجل الحمراء ترتسم على وجه الأقمار الاصطناعية في بطن السماء لفشلها في معرفة كيف وأين اختفت تلك الطائرة، والعرق يتصبب من وجه رادارات الرصد التي تعرف سمك «شوارب» الذبابة في إفريقيا، ولا تعرف أين ذهبت طائرة بحجم ملعب كرة قدم، تأتي الناشطة الكويتية المثيرة للجدل سلوى المطيري وتقطع التكهنات بيقينها، وتقول: إنها تعرف مكان وجود الطائرة!
يا إلهي! كيف عرفت سلوى المطيري مكان الطائرة، وهي تجلس على كنبة وتضع رجلاً على رجل وتهزّ «الشبشب أبو إصبع»؟! طيب ما الجديد في الطائرة
أ.سلوى؟! قالت: إن رجلاً آسيوياً سبب كارثة اختفاء الطائرة، الله معلومة مهمة جداً، طبعاً آسيوي يا أ.سلوى، يعني طائرة ماليزية (قلب آسيا) تتجه بركاب ماليزيين (آسيويين) نحو الصين (قلب آسيا) الثاني، فأكيد أن سبب الكارثة سيكون رجلاً آسيوياً، إما الطيار أو مساعده أو راكب عادي أو حتى مسؤول صيانة الطائرات، طيب أعطنا تفاصيل أكثر! هنا رفضت سلوى المطيري الحديث إلا مع السلطات الماليزية الرسمية.
الأمر لم يتوقف عند سلوى المطيري، كذلك المغربية مريم التازي هي الأخرى دخلت على خط التكهنات، حيث قالت إنها تستطيع أن ترى ما لا يراه الآخرون، وإنها تستخدم الحاسة السادسة في معرفة ما لا يستطيع التوصل إليه أي باحث، ثم همست أن الطائرة موجودة قرب تايلاند!
**
المنطق يقول إنه لا يمكن قبول، أو الأخذ بعين الجدية، تكهّنات شخص عادي ليس لديه خبرة بالطيران، أو الملاحة الجوية أو حتى التحقيق الاستخباري.
لكن من الناحية العملية أنا أنصحكم بأخذ تصريحات مريم وسلوى على محمل الجد، فلا الأقمار الاصطناعية ولا العسكرية ولا العلمية تقف أمام قدرة وقوة ودقة الأقمار «النسائية»، يعني أي سيدة عربية وهي تجلس في البيت أمام التلفزيون تعرف تحركات زوجها من خلال حاستها السابعة، في حين تفشل أدق الأقمار الاصطناعية في كشف مكان اختبائه تلك الليلة، ومجرّد دخول الرجل من باب البيت حتى تسرد له: أين كان ومع من سهر وماذا فعل! ثم يؤول مصيره كمصير الطائرة الماليزية.
ahmedalzoubi@hotmail.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .