راغب علامة انسحب يا رجاااالة

انسجاماً مع مواقع المحطات العالمية التي انشغلت بالخبر، أمثال: cnn العربية، وbbc، وموقع «العربية نت»، وmbc، والصحف العريقة التي ختمت صفحاتها بالصورة والكلمة، مثل «القدس العربي» و«الحياة» اللندنية، وغيره وغيراته.. قلت لابد أن الخبر مهم فعلاً.. وعقلي هو الصغير جداً الذي لم يلتفت إليه، ولم يستشعر الحدث الجلل قبل وقوعه، وعليه قررت اليوم أن أصارح قرائي علّهم يشاركونني صدمتي وحزني، وأن يسمعوا مني خير من أن يسمعوا من الغريب:

أعرف أن الخبر لن يكون هيّناً على البعض، لكن لا يسعني إلا أن أقول لا حول ولا قوة إلا بالله.. والحمد لله على كل شيء.. إخواني القراء بمزيد من الأسف والضيق، يؤسفني أن أقول لكم إن: «راغب علامة انسحب من عرب آيدول»! نعم راغب علامة انسحب من «عرب آيدول».. راغب علامة انسحب يارجاااالة.. وعليه فأنا أطلب من البلاد العربية أن تطبق حظر التجوّل، وفرض قانون الطوارئ من جديد.

**

تخيّلوا كل المحطات الفضائية والصحف العربية تناقلت خبر انسحاب راغب علامة بسرعة واهتمام، كما لو أن روسيا انسحبت من جزيرة القرم، أو إسرائيل من حدود الـ67، أو تركيا من لواء الإسكندرونة، ولم يبق إلا أن يمتد الشريط الأحمر على شاشات البث، ويُفتح استوديو تحليلي بقيادة صفوت الزيات أو عزمي بشارة!

طيب.. أنا لا أعرف ما المشكلة لو انسحب عضو من التحكيم، واستبدل بعضو آخر، ثم ما المشكلة لو ألغي البرنامج ككل، هل سيختل ميزان القوى في الشرق الأوسط؟! هل سيؤثر ذلك في المفاوضات الفلسطينية أو يزيد من تعقيد الصراع في سورية المشتعلة؟!

**

يا جماعة، لكثرة ما لدينا من برامج غنائية صرنا نشتهي استراحة خمس دقائق لنحك آذاننا وننظفها بالصمت والسكون قليلاً.. عدوا على أصابعكم: «عرب آيدول»، «ذا فويس»، «إكس فاكتور»، «ذي وينر»، «سوبر ستار»، «ستار أكاديمي»، «آراب قوت تالنت»، عدا البرامج الغنائية الفرّارة طوال الأسبوع والمخصصة للنجوم المشهورين، مثل: «هيدا حكي»، «ضحك وجد»، إلخ.. يا إلهي كم هي ميكروفوناتنا خصبة ولودة وغير ودودة! يا إلهي لو أن مدافعنا أو حتى مصانعنا تعمل بالخصوبة والكفاءة نفسيهما، لصرنا في قمرة قيادة الأمم، ولما بقينا نتغنى بإنجازات صلاح الدين الأيوبي ولدينا صلاح الدين الشرنوبي!

**

أنا متأكد لو تم توزيع الفنانين العرب، الذين تم إنتاجهم في السنوات العشر الأخيرة على السكان (نسبة وتناسب)، لحصلت كل أسرة مكونة من سبعة أفراد على مطرب رجالي وأخرى ستاتي، وثالث ولادي، فهل نحن بحاجة إلى كل هذه السلطنة والفرفشة.. والوطن العربي بين «محتلّ» و«معتل»؟! هل نحن بحاجة إلى كل هذا الغناء ونحن لم ننتصر بمعركة كاملة، ولم ننجز صندوقاً انتخابياً ناضجاً، ولم نربح حتى مباراة في كأس العالم، أو لعبة «كوتشينة» حتى؟!

على ماذا نغنّي مش عارف!

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

 

الأكثر مشاركة