مؤامرة على هيفاء!
منذ رمضان الماضي وشركة الإنتاج ترمي صوراً و«بوسترات» للفيلم المنشود على المحطات وصفحات الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي، كما تم إنزال مقطع ترويجي «بروموشن» للفيلم، يظهر هيفاء بفستان ضيق جداً جداً، أضيق من «البالون» على الإصبع.. ومكشوف من كل الأطراف كالسياسة العربية.. ويتبعها في «البرومو» ثلّة من الذكور يشمشمون عطرها الفواّح ودخان سيجارتها المتوهّجة.. طبعاً وكما أن المكتوب «باين» من عنوانه، فإن الفيلم مشاهد من ألوانه كذلك.. الفستان أحمر.. الصندل أحمر.. أحمر الشفاه.. الحلق أحمر.. المالبورو أحمر.. الرصيف أحمر.. الدكان أحمر ومشموع بالشمع الأحمر.. فهل يعقل أن يتحدّث الفيلم عن ذكرى «العبور» الأبيض مثلاً؟ على الإطلاق..
ثم تأتي هيفاء وتقول في تصريح لـ«سي إن إن»: هناك مؤامرة وراء منع فيلم «حلاوة روح»، وليس المقاطع الجنسية! مؤامرة على ماذا «لا مؤاخذة»؟! ثم هل تركت شيئاً للمؤامرة؟ بلاش هذه يا سيدتي.. طيب هل قلت شيئاً يستدعي المؤامرة؟ يعني.. يعني.. كالإشارة إلى ضرب «القواعد» الاستعمارية في المنطقة لا سمح الله.. أو التحرر من القطب الواحد، و«خلع» التبعية الاقتصادية.. هل قدّمت وجبة تحريضية للجيل الجديد بضرورة المقاومة من أجل الوطن الحر والوطن القوي.. أم أعطيتهم أنموذجاً في «تقصير» المسافة بين الطموح والعمل، و«تضييق» الخناق على كل متآمر أو خائن للبلاد.. و«فتح» باب الحوار بين الخصوم السياسيين في مصر؟! هل قمت بـ«إيقاظ» الجيل الجديد من خلال أحداث الفيلم قبل أن يتسّرب الوطن من بين أصابعهم كما تتسرّب قبضة الرمل؟
مؤامرة على هيفاء؟ خيل إليّ أننا سنشاهد فرقاً من الطاقة النووية تقوم بتدمير أسلحتها الشاملة و«تفقّع» قنابلها الذرية.. وتشمع منشآتها.. وتفكك «ترسانتها» المخفية.. وأن يقوم بان كي مون بابتعاث مدير الطاقة الذرية لإرسال تقريره النهائي عن هيفاء.. مؤامرة على ماذا؟ على مشاهد الانسداح! وكأن أمتنا يا «هيّوفا».. ينقصها «اضطجاع» و«انسداح».
هيفاء وهبي كفّي عن التذمّر.. حافظين القصة.. وجودك وحده سبب مقنع لمنع أي عمل سواء كان «حلاوة روح».. أو «حلاوة طحينية».
ahmedalzoubi@hotmail.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .