كل يوم

أكاديمية الموهوبين.. حلم ينتظر التحقق

سامي الريامي

أضم صوتي وبشدة إلى صوت المخترع الإماراتي أحمد مجان، بضرورة إنشاء مراكز متخصصة لصقل عقول الأطفال الموهوبين، لتعليمهم كيف يتمكنون من صنع ابتكاراتهم، فهذه المراكز ستشكل إضافة نوعية تحتاجها الدولة في الوقت الراهن، وستساعد على تفريخ الموهوبين والمخترعين الذين سيصنعون الفارق مستقبلاً لتطوير المجتمع والوطن.

أحمد مجان يمتلك الحلم، لكنه لا يستطيع تحقيقه بمفرده، فمثل هذا الأمر يحتاج إلى دعم حكومي مباشر، لا يقل في شكله عن الدعم الذي تقدمه الحكومة للتعليم والصحة والرياضة وكل المجالات الأخرى، لأن مراكز الموهوبين لا تقل أبداً أهمية عن مراكز التعليم أو العيادات الخارجية أو الأندية الرياضية.

«مراكز الموهوبين لا تقل أبداً أهمية عن مراكز التعليم أو العيادات الخارجية أو الأندية الرياضية، وهذا الأمر يحتاج إلى دعم حكومي مباشر».

حلم أحمد مجان أن تستطيع هذه المراكز تدريب 100 طالب، ومن ثم الحصول على 60 مخترعاً متميزاً، وهو يقول في ذلك: «إن كنت أحلم وأتخيل فما المانع؟ فكل شيء يبدأ من الحلم والخيال، ثم يترجم على أرض الواقع بإذن الله، نحن في حاجة إلى هذا المشروع، ونحتاج إلى الدعم الكامل، والتعاون المجتمعي، وكل ذي خبرة في هذا المجال، لنستطيع تخريج أجيال يصنعون المستقبل بأيديهم، نريد أن نكون دولة تصدّر الأجهزة والاختراعات من صنع أبنائها وأفكارهم».

هذه الفكرة يجب أن تتطوّر إلى أكثر من مراكز متخصصة، فالأمر يحتاج إلى تبني كامل الفكرة من جهة حكومية في حجم مجلس الوزراء، لإنشاء أكاديمية متخصصة لرعاية الموهوبين، تبدأ معهم في سن مبكرة من سبع إلى 10 سنوات، كما يرى أحمد مجان، لكن لابد من استمراريتهم في دراسة منهج خاص بهم، يكرس الاستفادة من عقولهم ومواهبهم، ويصقل مهاراتهم حتى يتخرجوا من هذه الأكاديمية، ولو استطعنا تخريج 20 موهوباً ومخترعاً سنوياً، فإننا نتحدث عن 200 مخترع إماراتي على أقل تقدير خلال 10 سنوات، وهو أمر جيد للغاية.

أكاديمية زايد للموهوبين، أو أكاديمية خليفة بن زايد، أو أكاديمية محمد بن راشد، أو أكاديمية محمد بن زايد، أو أكاديمية حمدان بن محمد، كلها أسماء رائعة تستحق أن تربط بالعلم والموهبة والاختراعات، لأنها هي أساس للتطور ونقل المعرفة إلى هذا الوطن الغالي، وكل طفل أو طالب موهوب يتشرف بأن يدرس في أكاديمية تحمل أياً من هذه الأسماء العالية الشأن.

إنشاء أكاديمية للموهوبين هو بحث تفصيلي، درسه هاني أسعد، وهو شاب مصري مقيم، حصل على شهادة الماجستير في هذا الشأن، ولديه من التفاصيل الرائعة ما يجعل إمكانية إنشاء هذه الأكاديمية أمراً سهل المرام، وتالياً فإن مثل هذه الأحلام لا تحتاج حالياً إلا لمن يدعمها ويحولها إلى أمر واقع، والحكومة هي الأقدر على تحويل هذا الحلم إلى واقع.

من الممكن جداً دمج فكرة مراكز أحمد مجان المتخصصة لرعاية الموهوبين والمخترعين مع فكرة هاني أسعد لإنشاء أكاديمية علمية للموهوبين، لنحصل على نتيجة رائعة، تصب في خدمة هذه الفئة المميزة من أطفال وشباب الإمارات، ونستطيع بها تخريج علماء ومخترعين وموهوبين إماراتيين، وبشكل مستمر، وبطريقة علمية مدروسة، ليس ذلك صعباً ولا مستحيلاً، لكنه بحاجة أولاً إلى قناعة حكومية، يليها دعم مباشر للفكرة، ثم العمل على تبنيها وتنفيذها بطريقة علمية أكاديمية منظمة، خالية من الروتين والتعقيدات.

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر