وزن زائد..
«معاك وزن زائد».. عبارة مألوفة قد يسمعها أي مسافر في المطار.. لكن من غير المألوف أن تقال هذه العبارة لمن يسكن قرب «المطار».. وحتى لا يعتقد القارئ أنني «أهذي» هنا وهناك.. فالقصة وما فيها أن بعض الباحثين السويديين توصلوا إلى نتيجة مفادها أن من يسكن قرب المطارات معرّض لأن يزيد وزنه أكثر من غيره، بسبب زيادة هرمونات التوتر التي تكبّر المعدة.
فقبل أيام ذكرت صحيفة «ذي لوكال» السويدية أن باحثين من معهد كارولينسكا في استوكهولم أجروا دراسة تابعوا خلالها 5156 شخصاً سكنوا في العاصمة السويدية لمدة 10 سنوات، حيث اكتشفوا أن التعرض للكثير من الضجيج يعني أن يزيد حجم المعدة ستة سنتيمترات، مقارنة بعدم التعرض للضجة على الإطلاق.
شخصياً.. انطبقت عليّ نتائج الدراسة 100%، فعندما وصلت إلى دبي عام 1999، وسكنت بمنطقة ديرة - البراحة، تحديداً التي هي على خط الإقلاع والهبوط في مطار دبي الدولي كان قوامي «سمبتيك»، ووزني لا يتعدّى 78 كغم.. لكن من يقطن قرب مطار دبي يعرف أنه كل ربع ساعة هناك حركة طيران، إما على مبنى الركاب أو قرية الشحن، ما يعني أنك لا تنام إلا على صوت «البوينغ 747»، ولا تصحو إلا على صوت «البيونغ 767».. وقبل أن أنتقل إلى السكن في الشارقة عام 2003، وصل وزني على ما أذكر إلى 84 كغم.
من يقرأ الأرقام ومكان السكن وشهادتي أعلاه سيؤمن حتماً بصدقية الدراسة السويدية؛ أي أن السكن قرب المطار يزيد الوزن، لكن في الحقيقة وللتاريخ لم يكن مطار دبي السبب في زيادة وزني.. بل المطعم اللبناني الذي بجوار شقتي حيث ما انفك يعمل وجبات كاملة الدسم محشوة بالجلطة العربية: «كبة لبنية، على خروف محشي، على أوزي، على كباب، على مشاوي، على فتة بالسمن البلدي».. كنت آكل بنهمٍ أثناء هبوط وإقلاع الطائرات العملاقة كأنها فراشات أو عصافير زينة، فنحن أمة لا توتّرها المطارات ولا حركة الطيارات..
لو كانت حركة الطيران والضجيج والتوتر تزيد الوزن فعلاً لما مات أهل حمص من الحصار والجوع.. فطيران النظام كريم جدّاً معهم.
ahmedalzoubi@hotmail.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .