كل يوم

حدّث العاقل بما لا يعقل!

سامي الريامي

«حدّث العاقل بما لا يعقل فإن صدّق فلا عقل له.. ثلاثة سياح أبرياء يتم اعتقالهم في بلد يزوره ملايين السياح آمنين»، تغريدة عقلانية تعتمد على لغة العقل والمنطق، كتبها الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، وفيها رد مختصر، لكنه شافٍ وكافٍ لإسكات صراخ وعويل الصحافة القطرية التي تعتمد لغة المبالغة والتهويل، وتتعمد الإساءة لدولة الإمارات، وتبتعد عن العقل والمنطق والحكمة، وقبل ذلك عن المهنية والصدقية ومعايير الصحافة الحقيقية.

وإيضاحاً لتغريدة الدكتور قرقاش، تفيد المعلومات والإحصاءات بأن مدينة دبي وحدها سجلت أكثر من 21 مليوناً و865 ألف مسافر عبر المنافذ، خلال النصف الأول من العام الجاري، مقارنة بأكثر من 20 مليوناً و219 ألف مسافر، خلال الفترة ذاتها من العام الماضي، بما يعادل 8.14% زيادة على العام الماضي، وفق مدير الإدارة اللواء محمد أحمد المري، الذي عزا الارتفاع إلى النمو في الاقتصاد والسياحة وما تحققه الدولة من إنجازات عالمية!

«أعداد لا حصر لها من العائلات الخليجية والعربية والأجنبية تدخل الدولة بأمان، وتتجوّل فيها في جميع الأوقات بكل أمان، ونسبة شعورهم بالأمان هنا أعلى من أي مكان آخر».

أكثر من 21 مليون زائر وسائح من جميع قارات العالم دخلوا الإمارات بهدف السياحة، وجدوا في الإمارات وجهتهم المفضلة، وجهة آمنة، تحترم البشر، وتقدر الإنسان، لا مضايقات، ولا تشدد في الإجراءات، من يحترم القانون سيجد ما يرضيه، وسيقضي أجمل أوقات حياته هنا، فمنجزات الإمارات السياحية والفندقية وبنيتها التحتية لا مثيل لها في كثير من مدن العالم المتطورة، وهي بفضل استراتيجيتها المدروسة تحوّلت إلى واحدة من أفضل وجهات العالم على خارطة السياحة الدولية.

أكثر من 21 مليون زائر للإمارات خلال ستة أشهر، ولم نسمع عن دولة ادعت أن مواطناً لها تم اعتقاله أو سجنه، ولم نسمع عن تعذيب سائح بريء لا ذنب له سوى أنه جاء للإمارات سائحاً، راغباً في زيارة المراكز التجارية، والتقاط صور تذكارية بالقرب من برج خليفة أطول بناء شيّده الإنسان على سطح الأرض!

أعداد لا حصر لها من العائلات الخليجية والعربية والأجنبية تدخل الدولة بأمان، وتتجوّل فيها في جميع الأوقات بكل أمان، ونسبة شعورهم بالأمان هنا أعلى من أي مكان آخر، ومع ذلك فإن توجيهات القيادة الرشيدة بالوصول إلى نسبة الشعور بالأمان في الإمارات إلى 100%، وضعت هذا التحدي أمام الجهات المعنية، وهي لاشك في الطريق للوصول إليه، فعن أي دولة يتحدثون، وأي عقل يخاطبون؟!

دولة تصدّرت دول المنطقة في السياحة والتطوّر، وفي تهافت قلوب العالم عليها من كل حدب وصوب، تميزت في تقديم الخدمات المتطوّرة، ولا ينافسها في ذلك أحد، وتميزت في استيعاب السياح واستقطابهم، فجأة ومن دون مقدمات تعتقل وتعذب ثلاثة «سياح» قطريين، جاؤوا للزيارة والسياحة!

أمر غير قابل للتصديق لأن الكذب والافتراء فيه جليان ومكشوفان، والحقيقة الكاملة غائبة في كل موضوعات الصراخ والعويل التي قرأناها في الصحافة القطرية، لأنها حاولت التذاكي على القرّاء، وإعطاءهم النصف المبتور من الحقيقة، مع جرعة زائدة من العاطفة الجياشة، والاعتماد على كلام مرسل موجه، متناقض غير مترابط، لإخفاء الوجه السيئ، لكن الكذب والافتراء دائماً ما يكون حبلهما قصيراً جداً، والحقيقة الكاملة ستظهر قريباً لتكشف قبح المشهد الذي حاولوا تصويره!

الكذبة لم تحبك جيداً، والعقل والمنطق ولغة الإحصاءات والأرقام أغلقت كل باب مفتوح لتصديق هذا الهراء، ورقي الإمارات وتطوّرها الاقتصادي والسياحي لن تهزهما كلمات الافتراء صغيرة الحجم، وستظل الإمارات واحة أمن وأمان ووجهة سياحية مفضلة لعشرات الملايين، كما ستظل سجونها مكاناً مناسباً لكل من يعتدي على أمنها وقانونها! 

reyami@emaratalyoum.com

twitter@samialreyami

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر