مزاح.. ورماح
قمرالدين «2»
لم يشهد تاريخ الصراع العربي ـ الصهيوني مثل توحّد الأمة العربية والإسلامية هذه الأيام. في السابق كان أكثر ما كان يقوم به العرب هو الشجب أو الاستنكار أو المطالبة بلجنة تحقق في الجرائم الإسرائيلية، لكن هذه المرّة غيّروا استراتيجيتهم تماماً وصعقوا العدو وأربكوه بحجم ردّة الفعل وأسلوبها الجديد، فلم تتلقّ «إسرائيل» ردّاً مزلزلاً، أو درساً قاسياً كما تلقّته من «بلاد العرب أوطاني» في العدوان الأخير على غزة، ما يدلّ على أن الصحوة العربية قادمة.. قادمة.. قادمة.. إن شاء الله، وأن ما أمضيناه طوال الـ66 سنة المنصرمة لم يكن في اللهو واللعب، بل كان في التصنيع والتطوير، لكن بصمت وهدوء.
أكواب «قمرالدين (2)» المزروعة على طول خط المواجهة مع المائدة، كبّة لبنية مضادة للأفراد، شوربة شعيرية قصيرة المدى، طنجرة تحمل الترسانة الملوخية، حاملة الدجاجات «تيفال H2»، أسياخ كباب موجهة في العمق الاستراتيجي للمعدة، قطع الـ«باتشة» تحلق وترشف، فرقاطة مندي تقطع الموقع المتوسط للإفطار، ملاعق مجهزة لحرب الكوارع، محاشي مطوّرة بالرز المفلفل قادرة على أن تصيب الهدف بدقة، نواشف مدفعية، دجاج مسحب حتى حدود 67، توابل يدوية وأخرى مضادة «للكبابات»، فتّوش تنويري، منسف قادر على اقتحام الحجاب الحاجز في أقل من ربع ساعة، سلطات استطلاعية من دون خيار، و«لبن أب» مطوّر محلياً قادر على لمّ الموقف في حال تم استخدام «الفيمتو» بشكل مفاجئ.. تجوع يا «فشك».. إنها معركة «ذات الصواني»..
خلاااااااص لقد انتهى زمن الشجب والاستنكار، وبدأت مرحلة «الدعاء قبل الإفطار»:
«اللهم يا قاصم الجبابرة والمتكبرين وقاطع دابر الإسرائيليين والصهيونيين، أسألك اللهم نزول بطشك الشديد وحلول قهرك المجيد على تل أبيب، اللهم عليك بالإسرائيليين ومن والاهم، اللهم إنهم لا يعجزونك، اللهم شتت شملهم، وفرّق جمعهم، وأطفئ نارهم، اللهم خذهم أخذ عزيز مقتدر، اللهم أخرجهم في الشوارع مرعوبين مقتولين مستسلمين مثل المجانين يا أرحم الراحمين».
.. اللهم إني لك صمت وعلى رزقك أفطرت..
زيحوا غاد
ahmedalzoubi@hotmail.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .