5 دقائق

لا تنتظر التغيير بل اصنعه

الدكتور علاء جراد

يسعى الإنسان دائماً إلى تطوير ذاته، سواء على الصعيد الشخصي أو الوظيفي، وتسعى المؤسسات في مختلف القطاعات إلى تطوير أدائها ومواكبة العصر، كما تسعى الحكومات السعي نفسه.

فالجميع يسعى وإن اختلفت سرعة هذا السعي، ومن المهم أن نسعى في الاتجاه الصحيح، الذي سيأتي بمردود يُحدث تغييراً فعلياً، وبالتالي لابدَّ لأي مسعى حتى ينجح أن يكون الهدف منه واضحاً للجميع، ولابد من توافر خطة متكاملة تتضمن تحديد الموارد اللازمة والمخاطر المتوقعة.

«هناك دائماً انطباع بأن الناس تقاوم التغيير، لكن الحقيقة التي أثبتها علماء الإدارة هي أن البشر لا يقاومون التغيير، إذا أصبحوا جزءاً منه».

إن رحلة التحسين المستمر، سواء على المستوى الفردي أو المؤسسي أو الحكومي، ليست بالرحلة السهلة، لكن فقط هؤلاء الذين لديهم «ثبات» وإصرار، هم الذين يصلون ويحققون أهدافهم، ويديرون التغيير بنجاح. ومبدأ الثبات كان أول مبدأ وضعه «ديمنج»، مؤسس نظرية الجودة الشاملة ضمن المبادئ الأربعة عشر الشهيرة، التي قامت عليها جميع نظريات الجودة والتميز لاحقاً، فالثبات على الهدف والإصرار والعزيمة هي سر النجاح، وهذا ما يضع المؤسسات في الصدارة، ويدفع الدول إلى أعلى المراتب، ولو تخيلنا أننا نستقل القطار في هذه الرحلة، لوجدنا أن القطار يمر بمحطات كثيرة وأحياناً يتوقف بها، فنلتقي ركاباً جدداً، ويغادر آخرون. ويستمر التغيير لأنه من السنن الكونية، فلا ثابت إلا التغير.

هناك دائماً انطباع بأن الناس تقاوم التغيير، لكن الحقيقة التي أثبتها علماء الإدارة هي أن البشر لا يقاومون التغيير، إذا أصبحوا جزءاً منه، وكانوا ملمين بأبعاده والآثار المترتبة عليه، بل على العكس فإنهم يتبنونه تماماً. ومن الطبيعي أن نخاف من التغيير، لأنه يحمل معه الغموض. لقد كثرت الأبحاث والبرامج التدريبية التي تناولت موضوع «إدارة التغيير»، لكنّ هناك إجماعاً على مجموعة عوامل، تعتبر عوامل النجاح الرئيسة للتغيير، منها: القياس الدائم، والمتابعة حتى يمكن التنبؤ بالتغيير، وتوافر الدعم الكامل من القيادة واشتراكها المباشر في عملية التغيير، والتوعية الفعالة منذ المراحل الأولى (إذا أمكن)، وتدريب جميع المعنيين بالتغيير والاستماع إليهم، والتخطيط المتكامل والمستند إلى أساليب علمية، والتركيز على الثقافة المؤسسية.

@Alaa_Garad

Garad@alaagarad.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر