5 دقائق
التربية الأخلاقية هي الحل
إذا تأملنا في ما يجري حولنا سنجد أننا نعيش في عالم مجنون مملوء بالفوضى، تغيرت فيه القيم وغلبت المصالح وأصبح الدين تجارة، وانفصل العلم عن الأخلاق فزادت معدلات الانتحار «أكثر من 2000 يومياً». لقد بيدت حضارات لبعدها عن الأخلاق، وأمتنا العربية الآن على الحافة فلم نعد نلمس قيماً مثل مساعدة المحتاج، والعطف على الصغير وتوقير الكبير، واحترام المعلم، بل احترام الوالدين؟ نحن بعدنا عن جذورنا وهانت علينا أنفسنا فهانت على الآخرين. أبناؤنا لا يعرفون شيئاً عن جذورنا وعلمائنا ومفكرينا فانشغلوا بأخبار «جاستين بيبر» وفريق «وان دايركشن». ولم يعد أبناؤنا يقرأون لأننا أنفسنا لم نعد نقرأ.
لم يعد أبناؤنا يقرأون لأننا أنفسنا لم نعد نقرأ ولا نشجعهم على القراءة ونسينا أننا أمة «اقرأ». |
إن الحل لما نحن فيه هو الرجوع إلى الأخلاق والاحتكام إلى تعاليم الدين الوسطية، ولنتذكر قول الله تعالى عندما وصف الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال «وإنك لعلى خلق عظيم»، وقول رسولنا الكريم «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».
ماذا قدمنا إلى أطفالنا لبناء شخصياتهم ولنغرس فيهم الأخلاق؟ إننا نكتفي بنقل إرثنا الأخلاقي لهم، الذي قد يشوبه العرف والتقاليد، وليس بالضرورة الأخلاقيات الصحيحة، وربما ننشغل عن ذلك أيضاً ويزداد الأمر سوءاً في وجود انفتاح إعلامي من دون استراتيجية فيجلب كل ما هو بعيد عن ثقافتنا. لنستفد من تجارب بعض الدول الغربية التي تدمج برنامج التربية الأخلاقية أو «بناء الشخصية» Character Education في المناهج الدراسية لغرس أخلاقيات مثل الشجاعة، المواطنة، العمل الجماعي، التسامح، الموضوعية، وقيمة العمل في الأطفال منذ العام الأول بالدراسة. وقد أجريت بحثاً في هذا الموضوع وحصلت على تلك المواد التي يمكن تعريبها لتتسق مع قيمنا وثقافتنا. لماذا لا تتضمن مناهجنا برنامجاً خاصاً بالتربية الأخلاقية يتكامل مع مادتي «التربية الدينية» و«التربية الوطنية». يقول جون وودين: «اهتم ببناء شخصيتك أكثر من اهتمامك بسمعتك لأن شخصيتك هي حقيقتك، بينما سمعتك هي ما يعتقد الناس أنه أنت»، ويقول أمير الشعراء أحمد شوقي:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
إذا أصيب القوم في أخلاقهم.. فأقم عليهم مأتماً وعويلاً
إن ملاذنا وتقدمنا يكمن في التمسك بأخلاقنا وقيمنا وتطبيقها في كل تعاملاتنا فالدين المعاملة.
@Alaa_Garad
Garad@alaagarad.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .