مزاح.. ورماح

«تاكسي الفضاء»

أحمد حسن الزعبي

قبل أسبوعين وقعت وكالة ناسا الفضائية اتفاقية مع شركتي «بوينغ» و«سبيس إكس»، لبناء أسطول فضائي تجاري، لنقل رواد الفضاء من وإلى محطة الفضاء الدولية، حيث فازت الشركتان بعقدين قيمتهما 6.8 مليارات دولار، نظير تطوير وتشغيل كبسولات فضائية «تاكسي فضائي» يتسع لسبعة أفراد في «النقلة» الواحدة، معوّلة على أن تكون خدمة الطيران الفضائي متوافرة، وبرحلات دورية لركاب عاديين وزوار أرضيين بحلول 2017.

ولم يتضح لنا بَعْدُ، حول هذه القفزة الهائلة في غزو الفضاء، ما إذا كان سيعمل «التاكسي الفضائي» على العداد، أو سيتم الاتفاق مع السائق على مبلغ «مقطوع»، كما لم يتبين لنا ماذا سيكتبون على جنبي الكبسولة «تاكسي ناسا»، وتحتها رقم الهاتف! وعبارة: «كيف ترى قيادتي؟»، على الصندوق الخلفي.. وهل سيتبرّع سائق «كبسولة الأجرة» بالكتابة على زجاج كبسولته، مثل عبارة: «تاكسي ناسه.. راحة ووناسه».. أو عبارة: «رضا الوالدين أهم مليون مرة من رضا أمك وأبيك».

من جانب آخر، هل من الممكن أن يزيد عدد الكبسولات بحيث تقف أمام بيتك، فتجد «تاكسي» فضائياً يحلق فوق الحي ساعات الصباح، فتؤشّر له بيدك.. يعطي غمازاً ويقف بالقرب منك، يصفّر العداد قبل أن تكلّمه.. فتسأله: «ع المريخ»؟!.. فيعتذر منك قائلاً: «المريخ زحمة. طريقي ع بلوتو».. أو توقف آخر وقت المساء، وتسأله: «بتمرّ على مول زحل» فيومئ لك برأسه دون أن يتكلّم، فتجبر على سماع أغنية «عاجبني الأصفر ع البني» لفارس كرم.

«تاكسي فضائي» قريباً! هل يعقل أن تجد «شوفيرية» الكبسولات في الصباح المبكر معهم خرق من القماش، ويمسحون زجاج مركباتهم الفضائية، مستغلين الندى المجاني على نوافذهم إلى حين قدوم الركّاب إليهم.. وعبارة: «الرزق على الله» المطبوعة بحروف بارزة على «التابلو» مع بعض المسابح والخرز الأزرق وخراخيش منع الحسد؟

لم يكتفوا بالوصول إلى الفضاء وحسب، إنما شغّلوا «تاكسيات» على خط الأرض - المجموعة الشمسية وبالعكس! ونحن لانزال محتارين في اسم أبي بريص (البريعصي)، قبل أن يأتيه المحروس بريص ماذا كان اسمه!

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر