مزاح.. ورماح

رأيي بصراحة..

أحمد حسن الزعبي

صار ملاحظاً في الفترة الأخيرة كثرة الراغبين في دراسة اللغة العربية من قبل جنسيات غربية مختلفة، بصراحة لا أدري من يبعثهم، ولِمَ يحضرون إلينا، وماذا يريدون منا، وماذا ينقلون عنا؟.. الغطاء الخفيف الذي يتسترون به هو تعلّم العربية، لكن ماذا أبعد من ذلك؟ لا أعرف!

الأسبوع الماضي جلست في مقهى مع صديقي الكاتب الأردني الساخر يوسف غيشان، حضر إلينا طالب أميركي جاء إلى البلاد ليتعلم اللغة العربية، حسب قوله، علّه يجد عملاً في الخارجية مستقبلاً حسبما تمنى. وعلى الرغم من أنه لم يُمضِ أكثر من تسعة أشهر في تعلّم اللغة إلا أنه فاجأني بإتقانها وإتقان اللهجة العامية إلى حد جيد.. أخرج دفتراً صغيراً وبدأ بطرح الأسئلة على الصديق يوسف.. بدأ في المعلومات الشخصية وسبب اختيار مهنة الكتابة الصحافية إلى أن وصل إلى مستوى الحريات الصحافية في البلاد العربية.. فما كان من يوسف إلا أخذ نفساً عميقاً من أرجيلته، وقال له: الحريات الصحافية ممتازة وعالية جداً.

وضع الأميركي القلم من يده وسأله: هنا؟؟ في بلادكم؟؟ هزّ يوسف رأسه بالإيجاب: نعم في بلدي وفي كل البلاد العربية.. دلق الأميركي شفته السفلى مستغرباً هذه المعلومة.. سكت قليلاً ثم عاد لنقاش يوسف بالنقطة نفسها.. هل أنت متأكد من المعلومة؟؟

- يوسف: يا عزيزي أنا أكتب في صحيفتين، الأولى محلية والأخرى عربية، وأنتقدُ الحكومتين، حكومة بلادي والحكومة العربية التي أكتب في صحيفتها.. بقسوة وكامل الحرية دون حسيب أو رقيب.

- الأميركي: غريب! كل المعلومات وكل الأشخاص الذين قابلتهم هنا قالوا لي غير ذلك.. إنكم في بلادكم لا تستطيعون أن تنتقدوا حكوماتكم وأن سقف الحرية عندكم جداً منخفض!

- يوسف: صحيح.. لأنك لم تسألني كيف!

- الأميركي: كيف؟

- يوسف: أنا عندما أرغب في نقد حكومة بلادي أنشر مقالتي في صحيفة البلاد الشقيقة، وعندما أرغب في نقد سياسة البلد الشقيق أنشرها في صحيفة بلادي، وهكذا أكون أمارس مهنتي بكل حرية وأقول رأيي بجرأة وصراحة، مع اختلاف طفيف في المكان وعنوان المرسل إليه.

- عندها ضحك الأميركي.. حتى بان ضرس العقل.

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر