ملح وسكر

لعبة تبادل الكراسي

يوسف الأحمد

مع إطلالة دورة الخليج بدا كأن التنافس الإعلامي المحموم بين القنوات الخليجية قد أخذ منحى آخر له بعد أن وصل إلى ذروته في هذه النسخة، خصوصاً بين قنواتنا المحلية الرياضية وقناة «بي إن سبورت» التي قيل إنها تتخفى بعباءة الشركة الإيطالية مالكة الحقوق، حيث وُجهت لها أصابع الاتهام بسبب الضبابية وغياب الشفافية التي حدثت إبان عرض حقوق النقل التلفزيوني على القنوات الخليجية، نتيجة تفاوت وتباين الأسعار بين قناة وأخرى.

يجب على قنواتنا أولاً أن تتحالف في ما بينها لتشكل هي الأخرى جبهة موازية من أجل مواجهة التحديات الكبيرة.


دورة الخليج حق شرعي ومكتسب لجميع الشاشات الخليجية.

والمغالاة السعرية رفضتها قنواتنا ليتم استبعادها من البث، وهذا سيناريو يعيد نفسه بعد خليجي 19 في مسقط، حيث دخلت قنواتنا في مواجهة مباشرة مع «الجزيرة الرياضية» آن ذاك، كان نتيجتها غيابها عن نقل أحداث البطولة، لتنقلب الآية في خليجي 20 و21 لمصلحة قنواتنا، وهكذا إلى أن وصلنا إلى محطة الرياض، كأنها أصبحت لعبة تبادل للكراسي بينهما.

والسؤال هنا: لماذا يحدث هذا مع قنواتنا الرياضية تحديداً ولا يحدث مع القنوات الخليجية الأخرى؟ وهل هي مستهدفة مثل ما أشار القائمون عليها؟ وعطفاً على ذلك فإنه يجب على قنواتنا أولاً أن تتحالف في ما بينها لتشكل هي الأخرى جبهة موازية من أجل مواجهة التحديات الكبيرة التي تقف حجر عثرة في طريقها، وما ينجم عنها من تهميش وغياب عن الكثير من الأحداث الإقليمية والدولية، الأمر الذي قد يُفقد ويُضعف حضورها الجماهيري والإعلامي في المنطقة مع مرور الزمن.

ومن هنا فهي أصبحت بحاجة ماسة لإعادة النظر في لغة التخاطب والتفاهم مع هذه الكيانات الإعلامية، ولعل التفاوض وطي صفحة الخلافات القديمة هما وسيلة ناجعة لتذويب الجبل الجليدي الموجود بينها وبين الطرف الآخر.

وصار لزاماً على أصحاب القرار بحث هذه المشكلة جدياً من خلال وضع حل ينصف الجميع، كون دورة الخليج حقاً شرعياً، ومكتسباً لجميع الشاشات الخليجية!

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر