5 دقائق

هكذا نتغلب على الخوف

الدكتور علاء جراد

استجابة لرغبة القراء الكرام أستعرض استراتيجية يمكن أن تساعد في التغلب على الخوف، الذي هو مشكلة مثل بقية المشكلات التي تواجهنا، وبالتالي فإن حل هذه المشكلة يبدأ بالاعتراف بها، فالخطوة الأولى هي فهم أسباب خوفنا ونعترف بأن هناك خوفاً داخلنا، فليس عيباً أن نخاف لكن العيب أن نستسلم للخوف، والخطوة الثانية، هي تحديد أساليب مواجهته. وهاتان الخطوتان تحدثان في عقولنا، أي في الجانب الإدراكي، ومن ثم يأتي الفعل، فالخطوة الثالثة هي «الانطلاق والعمل». إن البعض يقضي وقتاً طويلاً في التفكير بصورة مبالغ فيها، والصواب هو العمل والتحرك للأمام. كما توجد استراتيجية عملية جداً ذكرها المبدع «ديل كارنيجي» في كتابه الخالد «دع القلق وابدأ الحياة»، وهي أن يسأل الإنسان نفسه «ما أسوأ شيء يمكن حدوثه؟»، وهنا يجب أن نتجرد من المشكلة ونتخيل أنها لا تخصنا ونسأل أنفسنا ذلك السؤال، عندها سنكتشف أن أسوأ شيء ليس بالكارثة الضخمة، ومن هنا نبدأ بوضع خطة عمل للتعامل مع هذا الشيء في حال حدوثه، وبحسب الدراسات فإن 6% فقط من مخاوف الإنسان وأسباب قلقه تكون حقيقية وقد تتحقق، أما نسبة 94% من المخاوف فهي غير حقيقية ولا تحدث. ويمكن أن تساعد البرمجة اللغوية العصبية NLP الجادة في تعلم كل ذلك وأكثر. يقول هنري فورد: «إن أعظم الاكتشافات التي يقوم بها الإنسان هي أن يكتشف أنه قادر على تحقيق إنجازات كان يخاف أن يقدم عليها». والخوف قد يحدث على مستوى الأفراد والمؤسسات بل والدول، وتعتبر تجربة الجيش المصري ومعه قوات عربية في حرب 1973 التي انتصر فيها على جيش الاحتلال الاسرائيلي مثالاً في التغلب على الخوف، حيث كسر الجيش المصري الحاجز النفسي الذي زرعه العدو. إن الحياة مملوءة بالمخاطر، ولابد أن يتحلى الانسان بالشجاعة لقبولها والتعامل معها في اطارها الحقيقي، أما هؤلاء الذين لا يريدون أن يقوموا بأية مخاطرة فلن يتعلموا ولن يحققوا شيئاً،ولنتذكر حديث رسولنا صلى الله عليه وسلم: «واعلم أَنَّ الأمة لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ...».

«حسب الدراسات، فإن 6% فقط من مخاوف الإنسان وأسباب قلقه تكون مخاوف حقيقية قد تتحقق، أما نسبة 94% من المخاوف فهي غير حقيقية».

@Alaa_Garad

Garad@alaagarad.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر