مزاح.. ورماح

المُخلّص..

أحمد حسن الزعبي

ويبقى الثأر عادة بشرية بامتياز، السيد موبالاك باتاموبوز (56 عاماً)، صياد أوغندي على قد الحال، يذهب كل صباح إلى بحيرة كيوجين شرق البلاد، يركب قاربه الصغير، يرمي شباكه، ثم ينتشل رزقه من الماء؛ أسماك على أحياء بحرية على أحذية بالية، على قطع معدنية، أي شيء تخرجه الشبكة كان يقبّله ويضعه على رأسه علامة الرضا بالمقسوم، في شهر نوفمبر الماضي فجع الأخ (موبالاك) بنبأ مصرع زوجته دامينتيليا نابواير على يد تمساح عملاق كان متمدداً على شاطئ البحيرة ينتظر فريسته البشرية، حيث التهم التمساح الزوجة المسكينة على دفعات ولم يترك لها أثراً سوى «فردة شبشب» على الشاطئ.

جنّ جنون الزوج المكلوم، ومنذ ذلك التاريخ وهو يخرج كل صباح على متن قاربه الصغير يبحث عن التمساح الذي التهم زوجته علّه يظفر به ويثأر منه، ويذيقه جرعة بسيطة من الألم الذي أذاقه ذلك المفترس لهذا الإنسان الفقير.

الأسبوع الماضي تحرك (موبالاك) في رحلته الاعتيادية للبحث عن التمساح العملاق، وعلى مقربة من شاطئ البحيرة أحس بحركة غريبة تتسلل من الماء إلى النباتات الكثيفة، راقب المشهد، إنه تمساح ضخم يبلغ طوله سبعة أمتار، اقترب منه بخفة ورشاقة، أحكم قبضة يده على الرمح.. ثم غرزه في قلب التمساح، وأعاد الكرة أكثر من مرّة حتى قضى عليه تماماً، وعندما بقر بطن التمساح وجد عظاماً بشرية وملابس في بطنه فزأر زئير المنتصر بعد أن ثأر لزوجته الطيبة.

**

ويبقى الثأر عادة بشرية، (أبوالعبد ـ 56 عاماً)، فلاح على قد الحال، يذهب كل صباح إلى قرب السد المائي يروي بعض مزروعاته الموسمية، يلقط رزقه من الأرض، وكل ما ينكشه معوله يقبّله ويضعه على رأسه علامة الرضا بالمقسوم، في شهر نوفمبر الماضي فجع أيضاً بمصرع زوجته (أم العبد) على يد تمساح عملاق كان متمدداً قرب السد ينتظر فريسته البشرية، حيث التهم التمساح (أم العبد) على دفعات ولم يترك لها أثراً سوى «فردة الشبشب» قرب السد.

منذ ذلك التاريخ وهو يخرج كل صباح يبحث عن التمساح الذي التهم الحاجة من دون جدوى، الأسبوع الماضي تحرك (أبوالعبد) برحلته الاعتيادية للبحث عن التمساح، وعلى مقربة من حافة السد أحس بحركة غريبة، تتسلل من الماء إلى النباتات الكثيفة، راقب المشهد جيداً، إنه التمساح الضخم، اقترب منه بخف ورشاقة من دون أن يحس الأخير به، وعندما أصبح وجهاً لوجه مع التمساح المفترس.. رمى في فمه قنينة «سفن أب» 2.25 لتر من الحجم العائلي، لعل وعسى يستطيع أن يهضم (أم العبد)، وقبل الهرب، فتح التمساح فمه على اتساعه وإذا بصوت نسوي يخرج من الأمعاء يقول: وين باقي لهسع؟ أكم مرّة قلت لك: ما بحب الـ«سفن أب».. روح بدّلها بـ«ميرندا».

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر