مزاح.. ورماح
زعلي طول أنا وياك
عندما يختلف شركاء الإبداع في ما بينهم، فإن الجمهور هو الخاسر الأكبر.
في السنوات العشر الأخيرة من عمر الشاعر والساخر الكبير محمد الماغوط توقف التعاون نهائياً إلى حد القطيعة مع الفنان دريد لحّام، فخسرنا أرشيفاً مسرحياً سياسياً مهماً كنا سنحفظه عن ظهر قلب كما فعلنا في «غربة» و«كاسك يا وطن».. ترى ماذا لو استمر التعاون بينهما حزمة أخرى من السنوات، كم بسمة سترتسم وكم دمعة ستحبو على الخدّ؟ كما انحناءة وكم تصفيقاً وكم تصفيراً وكم زفرة غضب ستنطلق من القلوب المفخخة في الحزن والإحباط من المحيط إلى الخليج؟
منصور الرحباني وفيروز لم يكن حالهما بأفضل من دريد والماغوط، عصفت القطيعة والخلاف بسنوات خسرنا فيها «أهرامات» من الحب والإبداع والرومانسية والتحليق عالياً.. فور أن توقف قلم منصور عن الكتابة توقف صوت فيروز عن الدوح.. وفور أن توقف صوت فيروز عن الدوح توقف منصور عن العيش وغادر الدنيا والريح تعبث بدفاتره البيضاء.
قبل أيام كتب زياد الرحباني أن كل الوساطات بينه وبين والدته السيدة فيروز فشلت، وأن الأخيرة ترفض أن ترد على مكالماته الهاتفية.. وأخيراً رفضت وساطة اثنين من القيادات السياسية في لبنان تكنّ لهما كل الاحترام.. وقال إن لديه العديد من الأغنيات تنتظر منذ عام 2011 أن تسجل بصوت فيروز.. لكنها ترفض.
لسنا بصدد السؤال عن «زعل فيروز» الذي طوّل هذه المرة من «زياد».. لكننا نتساءل كيف لفيروز التي صالحت آلاف العشاق بأغنية «سألتك حبيبي».. وذوبت كل جليد الجفاء بـ«سألوني الناس».. فيروز الملاك المرهف التي علمتنا كيف نخاطب الحبيب بـ«تعا ولا تيجي».. ونذكره كلما ابتعد.. «فايق ولا ناسي».. فيروز التي زيّنت الريح وجعلت الشمس «مراية».. هل يحتمل قلبها «قصة زغيرة كثير»؟
فيروز مازال في قهوة ع المفرق.. وعشاق ينتظرون صوتك ليلتقوا!
ahmedalzoubi@hotmail.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .