.. ولو كانت اليابان

أنهى الأبيض جزءاً مهماً من مشواره الآسيوي بنجاح، رغم مرارة الهزيمة التي تعرض لها أمام المحظوظ المنتخب الإيراني، الذي لا نعلم متى سيتم فك شفرة الهزائم أمامه، بعد مرور هذه السنوات الطويلة. فرغم ما قدمه لاعبونا من أداء ومستوى، إلا أن الشباك الإيرانية استعصت أمامنا، ورفضت أن تهتز، رغم كل المحاولات والطرق التي سلكها مهاجمونا، حيث عبس الحظ والتوفيق في وجههم، وأبى إلا أن يغدق كرمه على الخصم، الذي سرق الفوز في لحظة غفلة، وفي وقت انتظرنا فيه صافرة الياباني كي تمنحنا صدارة المجموعة رسمياً، لكن للأقدار حكمة، فقد استغل الإيرانيون الثغرة، وخطفوا الفوز في لحظة، حيث خسر الأبيض ذلك اللقاء الذي انتظرته الجماهير طويلاً، لما له من حسابات خاصة، إذ ندب الجميع الحظ، وتأسف على تلك الخسارة غير المنطقية، لكن ذلك لا يعني أن نبخس اللاعبين جهدهم وعطاءهم، وخلفهم الجهازان الفني والإداري، كونهم أدوا ما عليهم، ليكون القادم هو الأهم والأصعب، فمن يُرد رأس البطولة عليه ألا يخشى مواجهة أحد، سواء كان اليابان أو كوريا أو أي فريق كان، وفي أي مرحلة كانت، ومخطئ من يعتقد أن البطولة يمكن أن تتحقق بتجنب الفرق الكبيرة في البداية، بل على العكس، لو قهرت الكبار مبكراً، وتغلبت على المنافسين بإسقاطهم واحداً تلو الآخر، حينها ستتغير الأمور، وستمشي لمصلحتك، وهذا بحد ذاته سلاح آخر للوصول إلى الهدف المنشود، خصوصاً عندما تفرض هيبتك من أول ضربة، لذلك فإن الأبيض يستحق أكثر من ذلك، والمواجهة المقبلة في دور الثمانية يجب اجتيازها، سواء كانت مع اليابان أو غيرها، ولننسَ ألم الخسارة مع إيران، فمن يدري لربما تنصفنا الأقدار، ونقابلها في النهائي، ونرد لها الصاع صاعين، وتكون الفرحة حينها فرحتين، بإذنه تعالى.

«أصعب التحديات التي تواجه إدارات الأندية حينما ينفصل أحد أعضائها عنها ويبدأ بالتغريد خارج السرب».

أصعب التحديات التي تواجه إدارات الأندية حينما ينفصل أحد أعضائها عنها ويبدأ بالتغريد خارج السرب، خصوصاً إذا كان مركب العمل يقطع طريقه بنجاح واستقرار. فرغم ما يقال هنا من اتهام، وما يثار هناك من انتقاد، إلا أن إدارة الشعب تمضي نحو هدفها بثقة واقتدار، بعد أن تمكنت من إعادة بناء وهيكلة الفريق الأول لتصويب وضعه وإعادته إلى دوري المحترفين، فالكوماندوز حقق العلامة الكاملة في الجولات الماضية من دوري الهواة، والمؤشرات تدل على أن الفريق في طريقه الصحيح، وأنه من المرشحين والمنافسين بقوة على الصعود، فهي أمنية كل شعباوي محب لفريقه، بغض النظر عن طريقة وعمل الإدارة، سواء كانت تدار من قبل شخص أو شخصين أو عشرة، فالنتيجة والمحصلة النهائية هي الأهم، لكن لا نعلم ما الفائدة التي جناها أو سيجنيها أولئك الذين نشروا الغسيل مبكراً، وأخرجوا ما في جعبتهم لتصفية الحساب، في وقت أحوج ما يكون فيه الشعب إلى الهدوء والاستقرار والتماسك، من أجل تكملة مسيرته الناجحة إلى الآن، فما قرأناه أخيراً ما هو إلا تشويش ورمي طعم سنارة الفوضى والبلبلة في أروقة النادي، ليبقى السؤال: أين الحب والانتماء الحقيقي الذي يتشدق به أولئك؟ فيا سادة دعوا السفينة تسر، وكفوا عن نفث السموم في بحرها، فإن كان الكلام من فضة فإن السكوت أحياناً يكون وزنه أغلى من الذهب!

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

الأكثر مشاركة