ملح وسكر
النصر يبصر النور
• الفرحة الكبيرة ببطولة كأس الخليج العربي انتظرتها الجماهير والأقطاب النصراوية دهراً، وتعاقبت عليها أجيال حتى أبصرت النور في استاد الأهلي، لتطوي صفحة الخصام مع العميد الذي لم يتذوق حلاوة الفوز ببطولة منذ سنوات طويلة. فالعودة إلى سكة البطولات المحلية خطوة مهمة لبناء شخصية الأزرق كبطل عائد لساحة البطولات، بعد أن استفاق من الغيبوبة التي قهرت أحلام وطموحات جماهيره، وأجبرتهم على الابتعاد عن بيتهم وهجره لسنوات.
«كأس النصر» يطوي صفحة الخصام بين العميد وعشاقه. المطالبة بتغيير الجهاز الفني ما هو إلا عبث تُراد به إثارة. |
الكأس جاءت تتويجاً للسياسة التي انتهجتها إدارة بن غليطة، والتي بدأت جني ثمار العمل البناء والجهد المخلص، حيث استطاعت إعادة بناء هوية الفريق وتغيير صورته السلبية التي حكم بها على نفسه، ليخرج اليوم في شكل وقالب متجانسين ومكتملين، تمكن من أن يسقط الملك الشرجاوي ويهز كيانه في دقائق معدودة ويعلن عن نفسه بطلاً مستحقاً للبطولة. لذا ما تحقق مهم، لكن الأهم هو أن يواصل الأزرق منهجيته الإدارية والفنية الناجحة، بتحويل دفة أهدافه وتطلعاته نحو الدوري وكأس رئيس الدولة، كون عودته للساحة بطلاً منافساً فيها إثراء وقوة لها، خصوصاً أنه كان ومازال ورقة مهمة لا يمكن إسقاطها.
• النظرة الدونية إلى المركز الثالث آسيوياً، ومحاولة تحجيم قيمته المعنوية والفنية، رفضتها أغلبية الشارع الرياضي، الذي أشاد بما قدمه نجوم الأبيض وجهازه الفني والإداري، بل عبروا عن حالة الرضا والتقدير لعطاء وجهد اللاعبين، الذين بذلوا كل ما بوسعهم لإسعاد جماهيرهم وقيادتهم، لكن هذه حال المستديرة التي لا يمكن أن نُسيرها وفق أهوائنا وأمزجتنا المختلفة. فالمكتسبات عديدة رغم أن الطموحات كانت موجهة نحو كأس القارة وزعامتها، إذ كنا قاب قوسين أو أدنى من الوصول لها، بيد أن الظروف جاءت معاكسة لنا، لنخرج في النهاية بتلك المحصلة المُرضية. إلا أن العجيب في الأمر، حينما يأتي الهجوم من هنا وهناك ويكون مغلفاً بمطالبات غير منطقية أو عقلانية في هذا التوقيت، خصوصاً أن الجميع يتفق على أن المنتخب يسير بخطى جيدة وفق الخطة المدرجة له من أجل تحقيق أهدافه، بل على العكس فهو لا يدخل معتركاً من دون أن تكون له بصمة أو أن يخرج منه بحسنة، فقد تمكن من استعادة السمعة الضائعة والهيبة المفقودة التي (مُسحت بالأرض) إبان عصر المدربين والخبراء الأجانب الذين لم يقدموا ما قدمه مهدي لهذا المنتخب، حتى وإن اختلفت الظروف بين هذه الحقبة والحقبة الماضية.
لذلك فإن المطالبة بتغيير الجهاز الفني ما هو إلا عبث تُراد به إثارة وتهييج للرأي العام!
Twitter: @Yousif_alahmed
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .