شوية حب وشوية ضرابة!
اقترب مني ليحدثني عن الاحتفال بذكرى زواجه العشرين، كان يتحدث عن ذكريات زوجية جميلة قلما سمعت عنها، تفاهم ووئام كأنهما لايزالان يعيشان أيام شهر العسل.
استغربت أنه لم يمر بتلك المشكلات والخلافات التي تنشب بين أي زوجين، لم يختلف مع زوجته أبداً، شعاره معها «شبيك لبيك عبدك بين يديك»، بينما شعارها معه «أنت نور حياتي يا مستتني»! والمقولة الكاذبة «كوني له أمةً يكن لكِ عبداً».
الزواج الطبيعي فيه الخلافات وفيه الزعل وفيه أشياء كثيرة من الشهد والدموع. |
لا يتردد في شراء هاتف مرصع بالألماس ليقدمه هدية لها، يسافر معها في جميع المناسبات، لم يقل لها يوماً: فكيني من الصدعة، ولم تقل له في أي مناسبة: من زينك! أغلب الأوقات يخرج برفقتها، ولا يهرب مثلما يهرب بقية الأزواج، ليست لديه علاقة مع الشيشة ولا مع الفتيات الموجودات في مقاهي الشيشة، بل إنه يخجل من أن يضع السيجارة في فمه لأنه يعتبرها خيانة زوجية.
استمر في حديثه وأنا أصغي وقد رسمت صورة خيالية رائعة للزواج، بالتأكيد هذا الزواج الذي يبحث عنه أي زوج، لن يضطر إلى الهروب من البيت، ولن يسافر مع أصدقائه للمغامرة في بتايا والمغرب وغيرهما، ولن يفكر نهائياً في الزواج سراً أو البحث عن علاقات آثمة.
لكني فجأة تذكرت أن من يحدثني لا يختلف عن مسيلمة الكذاب، بل ربما يفوقه في الكذب، وعادي «يوديك السيح ويغطك في ماء البحر»، انتبهت إلى أن كل ما ذكره لا يمكن أن يحدث على أرض الواقع، ولو حدث فهو باختصار زواج فاشل غير طبيعي.
الزواج الطبيعي فيه الخلافات وفيه الزعل وفيه أشياء كثيرة من الشهد والدموع، الزواج يوم لك ويوم عليك، يوم تغضب فيه من زوجتك، ويوم تبرطم هي عليك، تحتاج الزوجة إلى أن تتنازل وتتغاضى، ويحتاج الزوج إلى غض الطرف أحياناً عن النجرة والنكد لتستمر الحياة الزوجية، إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً.
أكتب هذا المقال وقد مررت بالحلو والمر في حياتي الزوجية، أغمض عيني وأتذكر كيف مرت سنوات الزواج بهذه السرعة، أكتب وأنا متردد هل أحتفل بذكرى زواجي بعد أيام عدة، أم أتجاهل الموضوع كأني نسيته كما نسيته في مرات عديدة؟!
Emarat55@hotmail.com
Twitter: @almzoohi
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .