كيف تطفئ نجماً!

يقول العالِم العربي، أحمد زويل: الفرق بيننا وبين الغرب أنهم يبقون وراء «الفاشل» حتى ينجح، ونحن نبقى وراء «الناجح» حتى يفشل!

الفرنسي هيرفي رينار قاد منتخب «كوت ديفوار» إلى نهائي كأس أمم إفريقيا، مواجهاً المنتخب الغاني بكل شجاعة وثقة، وللتذكير فقط «رينار» نفسه قاد زامبيا للفوز باللقب في نسخة 2012، كما يعدّ أبرز المرشّحين لتدريب منتخب بلاده فرنسا في المرحلة المقبلة، لكن ثمة معلومة لا يعرفها الكثير عن هذا المدرّب جامع الذهب، إنه كان في يوم من الأيام يجمع القمامة من أجل مساعدته على الحياة.

ويقول «رينار» مفتخراً: «لقد عملت في جمع القمامة، وتنظيف المكاتب في الليل، طوال ثماني سنوات، وها أنا أقف اليوم على أعتاب نهائي كأس إفريقيا.. كرة القدم ساحرة، أليس كذلك؟».

يا إلهي.. من جامع قمامة و«office boy» إلى مدرب عالمي، تحبس الملايين أنفاسها، كيف سيقود فريقه إلى النصر، كيف سيدخل الفرحة إلى قلوب مشجعيه إذا ما انتصر، كما يدخل الحزن إلى قلوبهم أيضاً إذا ما أخفق.. صار نجماً لامعاً، بعد أن كان نسياً منسياً، لا يسلّيه في الليل سوى صوت المكنسة الكهربائية التي تمشّط السجاد والأرضيات في المكاتب الخالية.

باستعراض سريع لمصائر نجوم منتخب بلد عربي، الذين رفعوا راية البلد في كثير من البطولات الدولية، وأحرزوا أهدافاً وألقاباً مهمة، وكانت صورهم وبراعة أهدافهم تتصدر الصفحات الأولى ونشرات الأخبار، أكتشف أن أفضل مدافع لعام 85 يعمل الآن مراقباً صحياً في البلدية، يقوم بالتفتيش على المسالخ ومحال الدواجن الحية، بينما كابتن المنتخب عام 1988 فتح محلاً لـ«الكرش والكوارع» في شارع حيوي، أما حارس مرمى المنتخب عام 1993 فهو الآن يقوم بتركيب الـ«ستلايت» والصحون اللاقطة فوق المنازل، بخفة قلّ نظيرها، أما الهداف الذي سجّل أجمل أهداف المنتخب عام 1999، وكان يلقب بالثعلب، لشدة مراوغته، فهو يعمل الآن على «تاكسي» عمومي، ويستعمل المهارة نفسها في مراوغة أزمات السير والهروب من الشوارع المزدحمة.

أعتقد لو أن «ميسي» ولد في بلادنا لكان الآن يعمل حارساً ليلاً في مدرسة «ميمونة بنت الحارث» الابتدائية للبنات.

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

الأكثر مشاركة