كل يوم
قمة لاستشراف المستقبل..
الحدث ينظم للمرة الأولى، ليس على المستوى المحلي، بل العالمي، فلم يحدث أن نُظّمت قمة للتواصل الاجتماعي، ولم يحدث أن اجتمع عدد كبير من مستخدمي هذه الوسائل، والمؤثرين فيها، تحت سقف واحد، للتناقش والتباحث والتعارف والتواصل، وهذه ميزة دبي دائماً، سباقة وتنتزع الريادة في الأفكار الحديثة.
«قمة التواصل الاجتماعي ضربت عصافير عدة بحجر واحد، ففيها جهد كبير، من أجل تحسين و(تنظيف) بيئة مواقع التواصل الاجتماعي التي لوّثها البعض بأفكار وممارسات مشينة». |
تنظيم هذه القمة هو في حد ذاته قمة الذكاء، والأسباب كثيرة، فلقد ضمت سلسلة من الفعاليات والأنشطة المبتكرة كلياً، من حيث المفهوم والتطبيق، ما عزز من قيمة الحدث، والأهم من ذلك أنها قمة جمعت بين المبدعين الشباب، الذين يملكون أفكاراً رائدة ومفيدة، ويُحسنون استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لفائدة المجتمعات التي يعيشون فيها، وبين الممولين الراغبين في الاستفادة من هذه الأفكار، وتحويلها إلى مشروعات اقتصادية تسعى للربحية، وفي ذلك فوائد عدة سيجنيها الجميع.
قمة التواصل الاجتماعي ضربت عصافير عدة بحجر واحد، ففيها جهد كبير من أجل تحسين و«تنظيف» بيئة مواقع التواصل الاجتماعي التي لوّثها البعض بأفكار وممارسات مشينة، لأنهم صغار عقول لا يعرفون كيفية استخدام التقنية إلا بأسوأ وأبشع صورها، لا يعرفون من الحوار سوى الشتيمة والسب، فجاءت فعالية «جلسات دردشات» المبتكرة في القمة، لتقدم نموذجاً حديثاً وعصرياً لعرض الآراء والأفكار، وأفضل الممارسات والتجارب الناجحة، وفيها التقى أبرز المؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي في الوطن العربي والعالم، مباشرة مع الحضور، من خلال جلسات تفاعلية ناقشت مختلف الموضوعات، التي تتمحور حول تأثير منصات التواصل الاجتماعي في مجتمعاتنا وإنسانيتنا، وكيفية توظيف هذه الوسائل للتغلب على الجهل والتحديات الحالية.
والقمة أيضاً قدمت نماذج عالمية وإقليمية ناجحة عرفت كيف تصل إلى قلوب الملايين برقي، وعرفت كيف تنشر ثقافتها، وعلمها، ومعرفتها إلى البشر في جميع أنحاء العالم، أدركت حجم انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، وعرفت كيف تكون مؤثرة في هذا المجال، ومن دون شك عرض هذه النماذج الرائعة في مختلف المجالات، كالغذاء والاستشارات والأزياء وغيرها، فيه فرصة كبيرة لنشر هذه الثقافة، ورسم أولى خطوات وطرق النجاح لمن يريد أن يكون فاعلاً ومؤثراً وإيجابياً ومفيداً!
تنظيم قمة للتواصل الاجتماعي في دبي فيه استشراف للمستقبل، فلا أحد ينكر أهمية وسائل التواصل الاجتماعي وانتشارها وتأثيرها، ولا أحد يستطيع أن يتخيل المستقبل وما يحمله من تقنيات جديدة قد لا يستوعبها عقل، وتنظيم هذه القمة اليوم هو عمل ناجح له نتائج مستقبلية في غاية الأهمية، ولا شك في أن أهمية هذه القمة ستتزايد عاماً بعد عام، ولربما تصبح في يوم من الأيام واحدة من أهم القمم والأحداث العالمية، وسيكون حينها لنا الفخر في كون الإمارات هي أول من فكّر، وبادر ونظّم أول قمة للتواصل الاجتماعي.
twitter@samialreyami
reyami@emaratalyoum.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .