5 دقائق

دلوع ماما

خالد السويدي

لا أبالغ عندما يبدي الواحد منا قلقه من الأشكال الشاذة التي تصادفنا هنا وهناك، وربما يصادفهم البعض منا في الحفلات والجلسات الخاصة، ويا ليت هذه الأشكال اقتصرت على الملبس وقصات الشعر التي تعبر عن عقل «كنكري»، إنما الطامة في كونها أشكالاً شاذة في الجنس، فلا تعرف حينها هل هو ذكر أم أنثى، أو أنه يعمل على جميع الترددات والموجات!

عندما كنا صغاراً كان من النادر جداً مشاهدة مثل هذه الأشكال، ربما كانت بعض العائلات تُدلع أبناءها ولكن لا أعتقد أن الحال قد وصل إلى ما نراه اليوم من مشاهد لم نتوقع أن نراها في يوم من الأيام، بحيث صارت عادية جداً ولا تثير الاستياء ولا حتى الاستغراب!

علمتني الحياة أنّ البيت أساس التربية، والحياة مدرسة يتعلم فيها الإنسان.

لقد وصل الحال في هذه الأيام أن ترى الشاب أو المراهق فيسيل لعابك وتتزغلل عيناك كأنك قد رأيت فتاة من نوع أرض ــ جو عابر للقارات، بملابس لا تختلف عن ملابس الفتيات وقصات شعر كاريه بخصلات ملونة، وحواجب رفيعة، وشفاه وردية وحمراء، وربما لا يختلف الجسد عن جسد الفتيات، يتمايل مثل عارضات الأزياء، تتردد حينها هل تؤثم لأنك لم تغض البصر لأنه فتنة لا تختلف عن فتنة أي فتاة!

المصيبة أنّ هؤلاء مثل السمكة الخايسة «تُخيس» بقية السمك، فصاروا يتكاثرون ويتزايدون بصورة تدعو للقلق، لديهم أماكنهم الخاصة التي يترددون عليها ويجتمعون فيها، لديهم معجبون بل محبون وعاشقون، يدافعون عنهم ويروجون لهم حتى في وسائل التواصل الاجتماعي.

هناك بالطبع من يبرر لهم، وقد يعتبرها حمقى الحريات ضمن الحريات الشخصية التي لا تقبل المساس، وهناك من الأهل من يغض الطرف رغم البوادر الواضحة للمبصر والأعور وحتى الأعمى، لكنها بالتأكيد السلبية في التربية، والإهمال والتأخر في علاج المشكلة التي قد تؤدي إلى مشكلات وفضائح أخلاقية كبيرة.

علمتني الحياة أنّ البيت أساس التربية، والحياة مدرسة يتعلم فيها الإنسان، وعندما يكون الانسان بلا أساس قائم على التربية الحسنة والمتابعة والسنع والرجولة ومصاحبة الأخيار، فلا تتوقع أن يخرج من البيت رجل يُعتمد عليه، بل ربما بالكثير نصف رجل، وفي أحيان كثيرة يكون ذكراً عالة على المجتمع يسمونه «دلوع ماما».

Emarat55@hotmail.com

Twitter: @almzoohi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر