«الدوخة» محشوة بـ «الماريغوانا»!
لم تكن مجرد شكوك إذن، بل ظهرت الحقيقة سريعاً، والحقيقة المؤلمة التي اكتشفتها دكتورة تعمل في مستشفى القرهود الخاص في دبي، وبعد إجراء الفحوص الطبية اللازمة على عينة من «الدوخة»، أثبتت وجود مخدر «الماريغوانا» كجزء من مكونات تلك العينة!
الماريغوانا جزء من المخدرات الممنوعة قانوناً في الدولة، وهي من المواد التي تسبب أضراراً كبيرة جداً في الرئتين وفي مجرى الهواء، كما أنها تزيد خطر الإصابة بالسرطان، فكمية القطران وثاني أكسيد الكربون والمواد المسرطنة المستنشقة بالتدخين من هذه المادة، أكبر بثلاث إلى خمس مرات من تلك المستنشقة أثناء تدخين كمية التبغ ذاتها!
«هناك من يخطط لتدمير الشباب، وهناك من يرسم بدقة لتخريج شباب مدمَّر صحياً ونفسياً، وهناك من يسعى إلى تدمير كل ما تبنيه الدولة». |
وعلى غرار مدخني السيجارة، يصاب مدخنو الماريغوانا بمشكلات في التنفس، كالسعال والأزيز عند التنفس، ويصابون أكثر من غير المدخنين بنزلات البرد في الصدر، كما أنهم أكثر عرضة للإصابة بالالتهاب الرئوي، هذا إضافة إلى أن الماريغوانا تضعف جهاز المناعة!
ليس هذا فحسب، فهذه المادة المخدرة الممنوعة تؤثر نفسياً في مدمنها، فيصبح مصاباً بالاكتئاب لاحقاً، ويرتفع معدل الخطر عند الفتيات، فتزيد نسبة الاكتئاب عندهن بخمس مرات أكثر من غير المتعاطيات، كما تزيد الأفكار حول الانتحار لدى المراهقين تحت سن السابعة عشرة ممّن يدخّنون الماريغوانا بثلاث مرات عن غير المدخّنين، ويرتبط استعمال الماريغوانا أيضاً بارتفاع نوبات الهلع، ويرتفع خطر الإصابة بالفصام لدى المتعاطين الذين يبدأون في سن مبكرة، وتؤثر الماريغوانا في تصوّر الوقت والمسافة والمناظر والأصوات واللمس، وكذلك تؤثر في الذاكرة القصيرة الأمد بطريقة سلبية، ويحتاج المرء إلى هذه الذاكرة للتعلّم وتنفيذ المهام التي تتضمّن أكثر من مرحلة أو مرحلتين، كما يؤثر تعاطي الماريغوانا في أجزاء الدماغ التي تتحكم في هذه الذاكرة، كما تتحكم في الانتباه والتعلم!
يكفي أن نعرف هذه المعلومات عن أضرار الماريغوانا، لندرك خطورة استهداف الفئة العمرية من 14 عاماً فما فوق، وبشكل مكثف من بائعي «الدوخة» والمروجين لها، عندها سندرك خطورة الأمر، وضخامة المشكلة، وضرورة انتفاض جميع الجهات الحكومية والتربوية والأمنية، وجميع أولياء الأمور لمواجهة هذا الخطر الكامن في جيوب الطلاب، والطالبات أيضاً!
يجب مواجهة المروجين والبائعين بحزم، فهناك من يخطط لتدمير الشباب، وهناك من يرسم بدقة لتخريج شباب مدمَّر، صحياً ونفسياً، وهناك من يسعى لتدمير كل ما تبنيه الدولة، ويسعى إلى حرمانها من الثروة البشرية المستقبلية، إنه أمر في غاية الخطورة، فهل نبدأ العمل بعد أن اكتشفنا بما لا يدع مجالاً للشك أن «الدوخة» ليست مجرد تبغ عادي كذاك المزروع في حتا، ولا علاقة لها بالمدواخ المعروف محلياً منذ سنوات طويلة، بل هي فخ جديد منصوب بدقة وعناية لتدمير جيل كامل، وتعطيله، وتحويله إلى عالة لا فائدة منها؟ أما آن الأوان لانتفاضة مكافحة «الدوخة» في المدارس، وحماية الجيل من خطر الماريغوانا وغيرها من أنواع المخدرات؟!
كل التقدير والشكر لدائرة التنمية الاقتصادية في دبي، فقد استشعرت الخطر وبدأت في حملات مكثفة على أماكن بيع «الدوخة»، لتحليلها واستبيان مكوناتها، لكن الأمر بحاجة إلى تضافر جميع الجهود، وانضمام جميع الجهات المعنية، الأمنية والاقتصادية والتربوية، المحلية والاتحادية، فكل جهد هنا مطلوب، ولن تستطيع دائرة بمفردها مكافحة هذه الآفة، فالأمر أكبر من ذلك بكثير!
twitter@samialreyami
reyami@emaratalyoum.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .