لا تتذمر!
الوطن يستحق منا الكثير، يستحق عملاً بجد واجتهاداً وعطاءً، كثيرون في وقتنا الراهن يشكون باستمرار: لماذا لم أترقَّ؟ ولماذا لم أنصف؟ وكثيرون يقارنون أنفسهم مع غيرهم بشكل مستمر، بغض النظر عن صدقية ونوعية المقارنة! لماذا لم أترقَّ؟ ولِمَ يُرقَّ غيري وهو لم يجتهد مثلي؟ ولماذا يصل غيري إلى عنان السماء، وأنا مازلت أراوح مكاني؟ هذه نوعيات من أسئلة متكررة نسمعها في كثير من المكاتب في المؤسسات الحكومية والمحلية، لكن لم يسأل أي منا نفسه، ماذا فعلت؟ وماذا فعل غيري؟ بل إن بعض السلبيين تجدهم يعملون بردة فعل سلبية، مفادها «لن أعمل، ولن أجتهد»!
اعلم أيها الموظف، واعلم أيها المواطن والمقيم، أن الأرزاق مقسومة، وطريق التميز يحتاج إلى عمل واجتهاد، ويحتاج إلى تضحيات وصبر، واعلم ألا فائدة من مراقبة الغير، فالمراقبة لن تزيدك إلا همّاً! |
اعلم أيها الموظف، واعلم أيها المواطن والمقيم، أن الأرزاق مقسومة، وطريق التميز يحتاج إلى عمل واجتهاد، ويحتاج إلى تضحيات وصبر، واعلم ألا فائدة من مراقبة الغير، فالمراقبة لن تزيدك إلا همّاً!
عليك أيها الموظف أن ترضى بالقناعة، وبما كتب لك، واعمل من أجل رفعة وطن، لا من أجل رفعة شخصية، اعمل بإخلاص من أجل العمل وخدمة مجتمعك وأهلك ووطنك، عندها ستهطل عليك القناعات سعادة وطمأنينة، وبسببها ستحصل على كل ما تريد، وتأكد أن المنصب زائل، والمسؤولية أمانة ثقيلة، كل شيء زائل إلا بناء الوطن، فسيبقى لك وللأجيال المقبلة، والعطاء أجمل سمعة يمكن أن يجعلها الإنسان لصيقة به، العطاء بلا حدود ودون انتظار مقابل، وبسبب هذا العطاء سترتفع وترتقي، فلا تتذمر.
أتاني يوماً شخص، وقال: «عملت 10 سنين ولم أثمَّن ولم أرقَّ، وغيري لم يعمل، لكن ثُمِّن وترقى»، فطالبته بالصبر مع العمل، وبعدها بفترة وجيزة حصل هذا الشخص على ما لم يتوقع، فالصبر رائع، والقناعة أروع، والحسد مذموم، فلا تتذمر!
عِش القناعة، لأنها نصف السعادة، وقيل إنها سر السعادة، وهي كنز لا يفنى، وهي كما قال الجاحظ: «الاقتصار على ما سنح من العيش، والرضا بما تسهل من المعاش، وترك الحرص على اكتساب الأموال وطلب المراتب العالية، مع الرغبة في جميع ذلك، وإيثاره والميل إليه، وقهر النفس على ذلك، والتقنع باليسير منه»، فعِش قنوعاً تبقَ سعيداً، والأهم لا تتذمر!
الإمارات بلاد المحبة، والحكومة يدها مبسوطة بالعطاء، وبلا حدود، وتأكدوا إن لم تتحقق أمانيكم اليوم فستحقق غداً، والفرصة متاحة بالجد والاجتهاد والإخلاص والأمانة، لذا لا داعي للتذمر!
saeed@uae.net
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .