كل يوم

«لُعبة» البنوك والصحافة الأجنبية!

سامي الريامي

الأزمة المالية العالمية أثرت بشكل مباشر في معظم دول العالم، والإمارات إحدى هذه الدول التي تأثر اقتصادها، وقطاعها العقاري على وجه الخصوص، بالأزمة، إلا أنها استطاعت أن تتعافى وتخرج نهائياً من الأزمة وتبعاتها، وبشكل لافت وأسرع بكثير من بقية الدول.

«المؤامرات في عالم المال غالباً ما تكون حقيقية، وحقيقتها مُرة، حيث تختفي المبادئ، وتضيع المهنية، وتُغتال الأخلاق، ويُباع الضمير، بل يباع كل شيء من أجل المزيد من المال».

الأزمة المالية ضربت العالم بأسره، ولم نكن نحن في هذا الجزء من العالم لنا دور في تفاعلها وتضخمها وانتشارها، ومع ذلك، وكون اقتصادنا ينمو سريعاً، ويتطور سريعاً، ومرتبطاً عالمياً بالكثير من الاقتصادات الأخرى، كان لابد من أن نتأثر بالأزمة، ومع ذلك فهي في بعض زواياها كانت مفتعلة، ومخططاً لها، وسرعان ما كشفت الأيام ذلك!

في لقاء أمس مع علي راشد لوتاه، رئيس مجلس إدارة «نخيل»، ضمن مبادرة المكتب الإعلامي لحكومة دبي «جلسة مع مسؤول»، كشف جزءاً من هذه الصورة، حيث أكد أن هناك بنوكاً أجنبية كانت تسرِّب تقارير خاطئة عن تراجع صكوك شركة نخيل، لوسائل إعلام غربية، معروف عنها عدم صدقيتها ونزاهتها، لهدف واحد هو إثارة الرعب والخوف والقلق في نفوس المستثمرين حَمَلة هذه الصكوك، لدفعهم إلى بيعها والتخلص منها، بأقل من نصف قيمتها، في حين كانت تلك البنوك تؤسس محافظ خاصة لشراء هذه الصكوك، ومن ثم الاستفادة منها في ما بعد، وبذلك استفادت هذه البنوك من هذا «الفيلم» المُدر أرباحاً بلغت نسبتها 90%!

هذا السلوك يفسر الآن الهجمات الإعلامية الشرسة التي كانت تشنها الصحف الغربية، والبريطانية خصوصاً، على دبي، وكأن الأزمة المالية كانت صنيعة دبي، وكأن دبي هي التي أدت باقتصاد العالم إلى الهاوية، هذا الأمر كان مستهجناً ومستغرباً في ذلك الوقت، إلا أنه بعد فترة عُرف السبب، فهناك تحالف شيطاني بين بنوك معينة ومعروفة وصحفٍ بريطانية معروفة، لبث الذعر والخوف في نفوس المستثمرين الذين يراهنون على دبي وشركاتها، ويثقون بقوة اقتصادها، ولديهم رغبة جامحة في مضاعفة استثماراتهم فيها، حملة كانت منظمة ومخططاً لها، لإضعاف ثقتهم بشركات دبي، وحملهم على بيع صكوك «نخيل» وغيرها، ليعيدوا هم شراءها، فهم يدركون تماماً أن عائد هذه «اللعبة» مجزٍ للغاية، وفعلاً جنوا جراء ذلك ملايين الدولارات، ويكفي أنهم دفعوا المستثمرين لبيع الصكوك بأقل من 55 فلساً، وحققوا في كل صك ربحاً يفوق 90% من سعر شرائه!

المؤامرات ليست دائماً نظرية نؤمن بها أو نشكك فيها، بل هي في عالم المال غالباً ما تكون حقيقية، وحقيقتها مُرة، حيث تختفي المبادئ، وتضيع المهنية، وتُغتال الأخلاق، ويُباع الضمير، بل يباع كل شيء من أجل المزيد من المال، فهذه البنوك الأجنبية باعت عُملاءها الذين تجني منهم الأرباح، وأوهمتهم بمعلومات خاطئة كي تحتال عليهم، وهذه الصحف باعت مبادئها ومهنيتها، واشتركت في جريمة تزوير وتزييف الحقائق، وترويج معلومات مغلوطة، عن سبق إصرار، في سبيل الاستفادة المالية، والنتيجة هي الضحك على مجتمع الأعمال والمستثمرين، وكسب المال بطرق ملتوية!

ورغم هذا التخطيط الشيطاني، عاودت دبي النهوض، وتعافت من الأزمة المالية، وتفوقت، وحققت أرقام نمو مذهلة، لأنها تملك رصيداً قوياً لن يتأثر بما يُنشر من كذب، رصيدٌ بنته عبر سنوات طويلة، عنوانه الثقة والنجاح والتفوق والتخطيط الصحيح، ووجود الرؤية والاستراتيجيات القصيرة والطويلة الأمد، لذلك عادت ثقة المستثمرين بالإمارات وبدبي بأسرع مما توقع المغرضون.

reyami@emaratalyoum.com

twitter@samialreyami

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر