كيف تتخلص من حماتك؟!
أكثر من خمس حالات هذا الأسبوع بين أصدقاء معارف وزملاء في العمل حاولت أن أسألهم عن مجريات الشوط الثاني من الخطوبة، وعن موعد الفرحة الكبرى، لأصطدم بجواب واحد عند جميع الشباب مع قليل من الدراما: «أنا فسخت».. وكي لا أزيد الطين بلة كنت أحاول أشدّ من أزره، وأبيّن له أن قراره صائب وحكيم، وقد خلص من وجع الرأس، وأن الزواج مسؤولية وارتباط وانحباس حراري وزلزال نيبال وثقب في الأوزون، وغيرها من مشكلات الدنيا.. لكني أتساءل بيني وبين نفسي هل أصبح هذا الجيل «صادقاً» زيادة عن اللزوم بحيث لم يعد يستطيع صرف كذبات مدهّنة بالوعود والرومانسية للخطيبة لغاية الوقوع في فخ الزوجية؟ أم أنه لم يعد لديه طولة البال والصبر على متطلبات العصر أو دلال العروس وعائلتها؟!
أحدهم قال لي: استطعت أن أقفز عن كل حواجز الفشل، حتى وصلنا إلى مرحلة شراء الأثاث، قلت للخطيبة ووالدتها المبلغ الذي معي يجب أن يكفي غرفة النوم وطقم الكنب وغاز ست عيون، و«زنوبة» للحمام.. وعندما وطأت أرجلهما المحل الأول في شارع الأثاث اختارت «حماتي» طقم كنب يحتاج إلى ضعفيّ المبلغ الذي أملكه، لم أستطع الشراء، وبالتالي لم أستطع إكمال مشروع الزواج، والسبب حماتي، كنت أهم بسؤاله عن مصير الــ«زنوبة» التي في قائمة التأثيث، لكني تراجعت بسبب الغصة التي شعرت أنها وقفت في حلقة!
صديق آخر قال لي: كنت في غاية السعادة في أول الخطوبة، مجاملات، ودعوات، وحب، واحترام، وطاعة، ومنذ أن بدأت تجلس «حماتي» معنا وتسحب شيشة تفاحتين، لا مجاملات، ولا حب ولا احترام ولا طاعة، بل إن مصروفاتي في ازدياد، حتى أحسست أني متعهد «قهوة شعبية مصغرة»، «ففي كل زيارة إلى بيت خطيبتي صرت أحرص على أخذ زجاجة عطر (شانيل) للخطيبة، وباكيتين (معسل تفاحتين) لأمها، وفي آخر أيام الخطوبة صرت أقوم بتنزيل عبوات خمسة كغم من المعسل تفاحتين، وأكثر ما صدمني أني اكتشفت أن زجاجات «الشانيل» كانت تصادرها حماتي على طريقة جمارك المطارات من بين كل زجاجتين تصادر زجاجة أو علي أن أدفع ثمنها.. ففسخت ولم أكمل مشروع الزواج».
**
وبناء عليه.. عزيزي الخاطب.. لا أنصحك أبداً بفسخ الخطوبة من أول اختلاف في وجهة النظر مع خطيبتك أو حماتك، عليك أن تكون حكيماً وعقلانياً وتتصرف برشد وهداية، كل ما عليك القيام به هو أن تحجز لحماتك تذكرة «عمرة جواً»، وقبل السفر بليلة ضع في جيب ثوبها ثلاث حبات كبتاجون و«شمّة» هيروين فقط..
ثم عد إلى بيتك وتابع القناة الأولى السعودية بسلام!
ahmedalzoubi@hotmail.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .