السموحة

ميسي.. على طريقة المسكين بواتنغ

أحمد أبو الشايب

ماذا حدث مع مدافع بايرن ميونيخ بواتنغ حتى يرتمي بهذه الطريقة الغريبة على الأرض فاتحاً الطريق على مصراعيه أمام الفتى الذهبي ميسي لتسجيل أجمل أهداف بطولة دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، مرسلاً الكرة القوسية من فوق الحائط البشري وحارس أقوى منتخب في العالم نوير، ليثبت للجميع أن إحراز الأهداف في شباك عملاق «المانشافت» يحتاج الى موهبة من كوكب آخر لديها القدرة على فتح الثغرات الواسعة، والتلاعب بالمدافعين و«ترقيصهم» يميناً ويساراً، بل وإخفاء وجودهم أحياناً؟

«هل سقط بواتنغ متعمداً على أمل ركل ميسي وإيقافه عن التسجيل؟».


«البرغوث» سجل أمام بايرن ميونيخ هدفه العاشر متجاوزاً غريمه رونالدو.

ما حدث مع بواتنغ ربما يكون شيئاً طبيعياً يتكرر في معظم المباريات ويواجهه معظم المدافعين من دون أن يراهم أحد، لكن سوء حظ اللاعب أن المشهد تزامن مع مشهد فظيع، ارتبط باسم المهاجم ميسي الذي أضاف الهدف الثاني له في الدقيقة 80، أي بعد دقيقتين من الهدف الأول، ثم إن الهدفين جاءا في شباك واحد من أعظم حراس المرمى في العالم، فضلاً عن أهمية الفوز لبرشلونة الساعي الى بلوغ نهائي البطولة العزيزة على قلبه وقلب جماهيره.

كما أن «البرغوث» سجل أمام بايرن ميونيخ هدفه العاشر متجاوزاً غريمه رونالدو، وعاد لطرق الشباك لأول مرة بعد غياب أربع مباريات في دوري أبطال أوروبا، إذ يعود آخر هدف لميسي إلى مرحلة المجموعات أمام باريس سان جيرمان، وبعبارة أوضح لم يحرز أي هدف في 2015 ضمن هذه البطولة، إذ تولى مهمة إيصال برشلونة إلى نصف النهائي النجمان سواريز ونيمار.

و«ما زاد الطين بلة»، سقوط المسكين بواتنغ بطريقة أشبه بأفلام الكرتون، كما تناولته على نطاق واسع مواقع التواصل الاجتماعي في أوروبا والعالم، ونشرت عنه مئات الفيديوهات والصور والتعليقات، وصورته كأن حفرة فُتحت في الملعب داخل منطقة الجزاء وابتلعته، أو ربما تعرض «للقنص» على أيدي قناصة في المدرجات، أو أصيب بالتواء في كاحل قدمه، وآخرون نشروا له فيديو طريحاً في المستشفى بعد المباراة.

كل ذلك كان تعبيراً من جمهور برشلونة عن الفرحة التي عاشوها بفوز فريقهم في مباراة كان البايرن فيها الطرف الأصعب، ومرت دقائقها كالدهر على قلوب الجماهير، ولم يتوقع أحد أن يأتي الفرج بتسديدة خارقة ودقيقة من بين أقدام المدافعين للأسطورة ميسي، سكنت الزاوية الضيقة للحارس نوير، وتكرر الأمر بهدف ثانٍ على طريقة بواتنغ التي ستصبح «ماركة مسجلة» يتناولها المحللون.

فرصة برشلونة هي الأقوى في التأهل الى النهائي، كما أن ريال مدريد مازال لديه الأمل باجتياز يوفينتوس، خصوصاً أن الإياب على ملعبه، فهل يتحقق حلم النهائي الأعظم في تاريخ دوري الأبطال؟ أتمنى ذلك.

أخيراً.. هل سقط بواتنغ متعمداً على أمل ركل ميسي وإيقافه عن التسجيل بعد أن فشل في قطع الكرة من أمامه، أم عجزت قدما المدافع الألماني عن الاستجابة السريعة لإشارة عقله، بسبب ذلك القزم الساحر؟!

shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر