«أطلقها يا شيخ..!»
في أحد برامج الفتوى، التي تعرض في أوقات العصاري، فاجأ أحد المتصلين الشيخ الذي كان يتلقى الأسئلة ليجيب عنها بسؤال غريب لا يخلو من طرافة.. انفجر المشاهدون ضحكاً بطبيعة الحال وبطبيعة الفطرة؛ إلا أن شيخنا الفاضل تصنع «الكحة» بدلاً من أن يضحك.. لا أعرف لِمَ كتمها؟ هل كانت ستقلل من محبته في قلوبنا؟ أم أنها لا تليق بهيبته؟
* * *
لاشك في أن صورة عالم الدين أو طالب العلم الشرعي تتعرّض لحملات تشويه مزاجية أو ممنهجة، بحسب رغبات وخلفيات من يقف خلف تلك الحملات، وهو أمر ليس بالجديد، فمنذ أن رفض إبليس الامتثال لأمر السجود، وصراع الخير والشر دائم على الأرض، وهو ناموس لن ينتهي إلا بانتهاء الأرض ذاتها.
لكن دور المشايخ في إيجاد الصورة الذهنية الصحيحة عنهم في المجتمع ذاته لازالت خجولة، وأمامها طريق طويل لتصل إلى قلوب وعقول الناس أولاً، وتزيل الحاجز الوهمي والوصاية ثانياً، ومن ثم يصبح التلقي أسهل وأكثر قبولاً وحميمية، وأولى الخطوات في تصحيح الصورة الذهنية هي التصرف على السليقة والابتسام على الأقل!
أتابع منذ فترة بعض الذين نصبوا أنفسهم أوصياء، ويوغلون في استخدام مصطلحات «العامة» و«العوام»! وبالطبع معنى استخدام مصطلح «عامة»، الذي لم يرد في كتاب ولا سنة لكن يبدو أنه لا يندرج ضمن «بدعة وضلالة» لدى البعض، بأنه يوجد «خاصة» فوجود عامة يعني وجود خاصة، وهي بداية الفرقة.. قد يكون هذا المنتمي إلى العامة أقرب وأحب إلى الله في سجوده من عالم يبخل بالتصدق بابتسامة على مجالسيه من «الخاصة»! في متابعتي لاحظت أسماء عدة لم تبتسم لكاميرا قط! الجدية والتجهم في الوجه والغلظة في القول تصبح خطأً في اعتقاد البعض صوناً للرجولة والجدية والثقل!
لا يا سيدي مع احترامي لك؛ اقرأ كم مرة وردت «حتى بانت نواجذه» في الصحاح! اقرأ عن تبسمه.. عن حبه.. عن أسلوبه.. وأرجوك غير صور «بروفايلك» قبل أسلوبك، ضع صورة مبتسمة، واحتسب فيها أجر الصدقة، وأرنا ضروسك الجميلة، وارفق بنا!
ابتسم واضحك يا شيخي.. ولا تكتمها بـ«كحة».
أطلقها يا مولانا.. وما عليك من حد!
Twitter:@shwaikh_UAE
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .