اللصّ والحرامي
في مسرحية فيروز الأسطورة «ناس من ورق»، يقوم أحد أبطال المسرحية بالاعتراض على تسميته «اللص»، ويفضّل أن ينادى بالحرامي، معتبراً أن هناك فرقاً كبيراً بين اللص والحرامي، وأن مناداته بـ«اللص» تحتوي على قدر كبير من الإهانة، على العكس من كلمة «حرامي»، التي تحمل نوعاً من التعاطف والاحترام.
ثم يميّز بطل المسرحية على لسان الرحابنة بين مفهوم اللص والحرامي، فيقول: إن اللص عادة يسرق ليغتني، أما الحرامي فيسرق ليعيش، وتمضي المسرحية بأحداثها بتوافق جميع الأطراف على هذا التفريق.
**
توقفتُ كثيراً عند التمييز السابق، ووجدت أن الرحابنة معهم حق، فهناك فرق كبير بين الاثنين.
أولاً: بما أن اللص يسرق ليغتني، فذلك يعني أنه قد يسرق بالليل أو النهار، أما الحرامي فيسرق بالليل فقط.
ثانياً: اللص قد يستخدم أكثر من ستار ليختبئ خلفه، أما الحرامي فليس له ستار سوى ستار العتمة.
ثالثاً: اللص لا يشبع من سرقة واحدة، لأن هدفه الثروة، بينما الحرامي يكتفي بسرقة واحدة لسد عيشه.
رابعاً: اللص قد يسرق الغني والفقير، أما الحرامي فلا يسرق إلا غنياً.
خامساً: اللص إما أن يتنفّذ لأنه لص، أو يصبح لصاً لأنه متنفّذ، أما الحرامي فهو دائماً غلبان.
سادساً: اللص لا يمكن القبض عليه، أما الحرامي فدائماً يلقى القبض عليه.
آه.. ما أرحم الحرامية!
ahmedalzoubi@hotmail.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .