مزاح.. ورماح
الإعادة البطيئة
في بث المباريات دائماً ما يتم اللجوء إلى الإعادة البطيئة للهدف أو للخطأ المرتكب، فقط لمعرفة كيف تم تحقيقه، ومن المشترك فيه، وذلك لعجز العين المجرّدة عن الاحتفاظ بأرشيف اللقطة.. في حوادث السرقة أو العنف يتم اللجوء أيضاً إلى العرض البطيء لكاميرات المراقبة، من باب دراسة ردة الفعل، وتجميع خيوط الحدث منذ اللحظة الأولى حتى انتهاء الحادثة.. هذا العرض البطيء أو الــ«slow motion» لن يغير مجرى الحدث أو الهدف، لكنه بالتأكيد سيفسّره ويوضحه أو يزيد من واقعة الألم.
الأسبوع المقبل ستبدأ كوريا الشمالية بتوقيت زمني جديد، بمناسبة تحريرها من اليابان بعد الحرب العالمية الثانية، ولأن كوريا الشمالية تقع في المنطقة الزمنية نفسها التي تعمل بها شقيقتها الجنوبية واليابان، والتي تسبق توقيت غرينتش بتسع ساعات، لم يعجب هذا «الوقوع» الزعيم الشمالي، فأمر بتغيير التوقيت الحالي للعمل بتوقيت يعود إلى 1910 من خلال تأخير الساعة 30 دقيقة، ليصبح متقدماً على غرينتش بـ8:30 ساعة بدلاً من تسع ساعات.
ليت التأخير والتقديم في العقارب يا صديقي «كيم» يحدث تقدماً في النصر أو تأخيراً في الهزيمة، وليت شراء السيف والترس واللباس المزركش من سوق التحف يصنع عنترة في زمن «ميشو الشرير».. إن ارتداء العبد قبعة سيده أثناء تنظيفها لا تعني امتلاكه الحرية..
لو كان تأخير التوقيت يفيد يا «كيم» لأرجعنا نحن العرب ساعاتنا نصف قرن أو أكثر، وجلسنا خلف مقاعدنا في الجامعة العربية، وفي الأمم المتحدة، وبأيدينا دلو من «البوب كورن»، وجماجم الثوار، وقصائد الرثاء، والمحارم المعطرة، لنشاهد على البطيء كيف ذابت فلسطين من بين أصابعنا كمكعب الثلج.. لو كان تأخير التوقيت يفيد يا خالي «كيم»، لجلسنا في الصف الأول من مقاعد مجلس الأمن.. لو كان تأخير التوقيت يفيد لجلسنا على الحصى بين أيدينا كأس دم وبرميل متفجر بالحجم العائلي لنشاهد بالـ« slow motion» كيف صار الشيطان يقيم الحدود وقت السجود!
نحن مثلكم يا «كيم» نستمرئ مضغ الهزيمة بأسنان التفرق.. كذئب يوسف، ندعي النصر دوماً، لكن يأبى الاّ أن يفضحنا قميص الحقيقة.
ahmedalzoubi@hotmail.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .