مزاح.. ورماح
«الشهيد»
أسرج خيولك كسرى جاء ثانية...
وشهوة الملك في عينيه تضطربُ
أسرج خيولك فالصحراء ظامئة...
لوابل من شفار السيف ينسكبُ
أعد بسيفك للصحراء وثبتها...
وهز بالنخل كي يسّاقط الرطبُ
* * *
حينما بدأ شارل مسييه رئيس الفلكيين في المرصد الملاحي في باريس عام 1759 تصنيف النجوم في هذا الكون الفسيح كان يطلق على كل مجموعة نجمية رقماً لتصنيفها في فهرسه الشهير «فهرس مسييه».. وحين وصل إلى الرقم 45، كتب في فهرسه بوضوح المجموعة «45» التي كانت المجموعة الأشهر؛ لأنه اختار في ذلك الوقت أن يطلق هذا الرقم على مجموعة «الثريا»، ومازالت تحمله إلى هذا اليوم.
كان الحزن في يوم زفّكم صادقاً! لا أذكر أنني رأيت مثله إلا في ليلة العشر الأواخر من رمضان عام 2004 حين ارتحل والدكم، صمتٌ غلف الجميع، وقلوب لا تستطيع التعبير بدقة في تلك المنطقة الفاصلة بين العاطفة والعقل، بين فخر بأنكم كنتم هناك فأخرستم كل لسان يشكك في كل ما يخالف فكره وهواه، وبين حزن أنكم لم تعودوا هنا؛ بل أصبحتم هناك، أفضل منا.
سنة الحياة التي يمكن قراءتها في التاريخ ببساطة: أن جميع الذين لم يقاتلوا دارت عليهم الدوائر، وضربت عليهم الذلة والمسكنة، بينما الذين قاتلوا وإن خسروا عزيزاً.. أو وقتاً.. أو دعةً.. أو مالاً، فإن النتائج التي تأتي في ما بعد هي ما تجعل لقضاياهم تلك القدسية ولأقوامهم تلك العزة، لذا فأرواحكم الطاهرة ستبني ــ بإذن الله ــ مستقبلاً يتفيأ فيه أبناؤكم وإخوانكم ومَن خلفكم الأمن وهم يدعون لكل من له يد في خيرهم، وأي خير أكبر ممن قدم روحه له.
ستقال فيكم القصائد، وستنصب لكم الخيام، سيبكي عليكم القريب، وسيتعلق بسيرتكم الغريب، وسيتسلق فوق تضحياتكم الوصوليون، ولكنكم من حيث أنتم في حواصل طيوركم الخضر، ستنظرون وتبتسمون لأن شيئاً لم يعد يعني الكثير في دنيا فانية، إلا أنكم تجاوزتم أصعب اختبار في أصعب زمن من أجل أسمى قضية، أن تبقى أوطاننا لنا، وأن يكسر قرن كسرى قبل أن يقوم بنطحته الأخيرة.
* * *
هل من يموت بميدان الجهاد كما ..
موت البهائم في الأعطان تنتحرُ
كلا وربي فلا تشبيه بينهما ..
قد قالها خالدٌ إذ كان يحتضرُ
ربي اشترى أنفساً ممن يجود بها ..
نعم المبيع ورب العرش ما خسروا
Twitter:@shwaikh_UAE
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .