مزاح.. ورماح

رئيس «الجيم» هورية!!

أحمد حسن الزعبي

يرى علماء النفس أن من يقوم بتصوير نفسه «سيلفي» أكثر من ثلاث مرات في اليوم يعاني بشكل أو بآخر اضطرابات نفسية، كالشعور بضبابية المصير والتهميش، ومحاولات البحث عن أدوار جديدة ولفت النظر بطريقة أو بأخرى، هذا في حال الإنسان العادي، وتصبح المسألة عويصة أكثر إذا كان الشخص المهووس بـ«الذات» هو شخصية عامة وجماهيرية كزعيم دولة عظمى مثلاً.

كمتابع جيد للأخبار صرت أتمنى أن أرى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يرتدي ملابسه كاملة، فهو إما أن يتخلى عن نصفها العلوي ليرينا عضلات بطنه وصدره وذراعيه، أو عن نصفها السفلي ليرينا عضلات رجليه وانشداد فخذيه وسلامة ركبتيه، بل صرت أتمنى أن أرى له صورة واحدة في الكرملين مقابل عشر صور في «الجيم»، الأمر الذي دعاني إلى التذكر إن كان رئيساً للـ«جمهورية» الروسية أو رئيساً «للجيم» فقط، ولتذهب بقية الكلمة للجحيم.

الأسبوع الماضي أصدر الكرملين شريطاً مصوراً للرئيس بوتين بمعية رئيس وزرائه، ديمتري ميدفيديف، وهما يتجولان داخل إحدى الصالات الرياضية، ويمارسان ألعاب القوى والرياضات المختلفة، وبقيت الكاميرا الرسمية تلاحقهما من قسم لآخر، ومن جهاز إلى جهاز، وتبث مقاطع لتمارين أخرى ليس للمشاهد ولا حتى المواطن الروسي ناقة فيها ولا جمل.. وهذا ليس المقطع الوحيد، ولن يكون الأخير، فتارة يظهر وهو يصارع نموراً سيبيرية، وأخرى يخلع قميصه و«الشبّاح» ويركب الخيل عاري الصدر، ومرة وهو يلهو مع الدلافين «من غير هدوم» أيضاً، ومرة وهو يقود غواصة صغيرة، وطائرات مختلفة، وصور أخرى وهو يداعب الأطفال، ويدلل الكلاب ليقول للشعب الروسي كل الكائنات تحبني، ابتداء من الذباب مروراً بالنمور والتماسيح والدلافين وانتهاء بالكلاب.

هذا الهوس الذي أصاب الرئيس بجسده الرشيق يسوّقه بمبرر صار ممجوجاً أحياناً، بأنه يريد أن يوصل للشعب الروسي بأنه بصحة جيدة ولياقة عالية قادرة على حكم البلاد، وهذا جيد ومقبول، لكن الجميع يعتقد أن صورة واحدة، وأنت تركب الخيل أو تمارس الكاراتيه كفيلة بإيصال الرسالة، ثم ما فائدة أن يكون جسد الرئيس رشيقاً والوطن «مترهلاً»؟! وما فائدة أن يكون الزعيم في صحة جيدة، بينما الوطن في العناية المركزة؟!

ahmedalzoubi@hotmail.com


لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر