كل يوم

«التغيير» الذي أحدثته مريم المنصوري

سامي الريامي

نهاية الأسبوع الماضي، تسلمت الرائد طيار مريم المنصوري، بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، جائزة «محققو التغيير» لعام 2015، التي أطلقتها الجمعية الآسيوية، في نيويورك، بدءاً من عام 2014، لتكريم الشخصيات الآسيوية المتميزة في خدمة المجتمعات الآسيوية، وهذا بلاشك إنجاز كبير لشخص مريم، ولدولة الإمارات بشكل عام، التي ترعى وتدعم الكفاءات الوطنية، دون تمييز أو محاباة قائمة على الجنس أو أي شيء آخر.

•«التغيير» الذي أحدثته مريم، واستحقت بموجبه جائزة عالمية تحمل عنوان «محققو التغيير»، لم يكن ليتحقق لولا التغيير والتطوير المستمرين اللذين تحدثهما حكومة الإمارات

مريم المنصوري امرأة إماراتية تؤدي دورها الوظيفي في واحدة من أصعب وأعقد المهن التي لم تعتد النساء عليها، عملت واجتهدت وتفوقت وتميزت، وحصلت على دعم رسمي وشعبي ومجتمعي، لكنها مع ذلك كله لم تفعل سوى ما يمليه عليها واجبها الوطني، ولم تتميز وتتفوق من أجل حصد الجوائز أو ظهور إعلامي أو شهرة عالمية، هي فتاة مخلصة لدولتها وعملها قبل أي اعتبار آخر.

ولكن للجائزة في هذا التوقيت أهمية كبرى، منها أنها جاءت لتُخرس قناة فوكس الأميركية، وبعض الأصوات هُناك، فالقناة أعدت تقريراً سلبياً للغاية عن المجهود الذي تقوم به مريم، وعن المرأة الإماراتية، متناسية أن مريم تعكس نموذجاً مشرقاً للمرأة بشكل عام، وللمرأة الشرقية والعربية على وجه الخصوص، فهي أثبتت أن بنت الإمارات حتماً ستتميز وتبدع، لأن بيئة الإمارات محفزة ومشجعة للعمل والإبداع، هذه البيئة المحفزة تقع وسط منطقة متوترة، لم تسلم يوماً من مهاجمة الإعلام الأميركي والغربي، حول موضوع حقوق المرأة والتمييز بينها وبين الرجل، ما أوقع هذه الأصوات في تناقض حاد بين ما يدعون إليه طوال سنوات طويلة، وبين ردة فعلهم السلبية تجاه تميز وتفوق امرأة عربية!

ووقع الاختيار على مريم المنصوري التي تسلمت الجائزة، إلى جانب تسعة آخرين من الشخصيات الآسيوية المتميزة (كل في مجاله)، نظراً لما قدموه من مساهمات جليلة لمجتمعات دول القارة الآسيوية، ونظراً لدورها كأول طيارة عربية تتقلد رتبة «رائد مقاتل على طائرة إف 16»، إلى جانب دورها الفعال في محاربة الإرهاب، ليس هذا فحسب، بل كونها رائدة في مجال تغيير الفكر والثقافة السائدة في المنطقة، إضافة إلى تغيير الصورة النمطية السلبية السائدة عن المرأة العربية عالمياً.

وهذا «التغيير» الذي أحدثته مريم، واستحقت بموجبه جائزة عالمية تحمل عنوان «محققو التغيير»، لم يكن ليتحقق لولا التغيير والتطوير المستمرين اللذين تحدثهما حكومة الإمارات، فقد وضعت أولوياتها لضمان توافر الفرص الحقيقية للقيادات النسائية، واعتماد الكفاءة شرطاً للتفوق والتميز، دون النظر لأي اعتبارات أخرى، فكانت مريم وغيرها نتاجاً طبيعياً لهذا الفكر الحكومي الرائد والراقي الذي أسس لبيئة مساعدة للتفوق والإبداع، ويدعم ويساند بشكل مستمر كل مبدع ومتميز، أياً كان جنسه أو موقع عمله.

هذا الجو العام في الإمارات، وهذا الفكر الحضاري المتطور، وهذه الإبداعات الإماراتية، التي رسمت الصورة الحقيقية للرجل العربي والمرأة الشرقية اللذين ينافسان العالم في تطورهما الفكري، في وقت يحافظان فيه على الثوابت المجتمعية، هو الذي يستحق التركيز والثناء عليه في الإعلام الأميركي والغربي، لو كان يحمل مثقال ذرة من حياد وموضوعية، بدلاً من أن يقع بسبب الحقد والغيرة في رسائل متناقضة وغير منطقية.

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر