كل يوم

مهمة إنسانية نبيلة..

سامي الريامي

الإمارات تقوم بمهمة إنسانية نبيلة للقضاء على مرض شلل الأطفال، هذا المرض الذي يهدد الصحة العامة، ويقضي على مستقبل المصابين به، ويحرم مئات الآلاف من الأطفال العيش والمشي بشكل طبيعي، وهذا يعني تحولهم في المجتمعات الفقيرة إلى متسولين في الشوارع، أو محبوسين في بيوت صغيرة، يعيشون فيها على هامش الحياة، حياة لا تليق ببشر!

المشروع الإماراتي الإنساني النبيل، جاء بتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة، وبمتابعة شخصية دقيقة، واهتمام مباشر، ورعاية يومية من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، الذي أخذ على عاتقه مكافحة هذا المرض في أكثر المناطق التي ينتشر فيها، وأعلن عليه التحدي في باكستان، حيث وجد مرض شلل الأطفال بيئة مناسبة للانتشار والفتك بالصغار، وسط الجهل والفقر وانعدام الأمن.

• ما يقوم به محمد بن زايد عمل عظيم، أعاد فيه إلى البشرية إحساسها الإنساني، فقد بذل جُهده وماله ووقته لتنفيذ هذا المشروع.

ما يقوم به محمد بن زايد عمل عظيم، أعاد فيه إلى البشرية إحساسها الإنساني، فقد بذل جُهده وماله ووقته لتنفيذ هذا المشروع، وذلل الصعوبات كافة، من أجل الوصول إلى الأطفال، وإعطائهم اللقاحات المكافحة لهذا المرض، ليُنقذهم من براثنه، ويرسم لهم مستقبلاً أكثر أماناً، بعيداً عن خشبات صغيرة يصنعونها بأنفسهم ليزحفوا بها في الشوارع والطرقات، بعد أن يُقعدهم الشلل، ويجعلهم عاجزين بمعنى الكلمة!

ليس سهلاً أبداً ما تقوم به الإمارات في باكستان حيث التوترات الأمنية، والعمليات العسكرية المتواصلة، وعدم توافر الأمن للعاملين في حملات التطعيم، خصوصاً في المناطق القبلية، إضافة إلى مشكلة الهجمات الإرهابية وعمليات القتل والخطف التي تستهدف الأطباء والممرضين العاملين في تنفيذ حملات التطعيم من قبل العناصر الإرهابية، ورجال العصابات، وكثرة النزوح للعائلات الباكستانية من مناطقهم، ما أدى إلى فقدان التواصل معها من قبل فرق حملات التطعيم، كما أسهمت في نقل الفيروس من المناطق النشطة بالوباء إلى المناطق الخاملة.

وليس سهلاً أبداً أن تعمل حملات التطعيم، في ظل عدم وجود برامج تنموية للقضاء على مسببات انتشار المرض، مثل انتشار مياه الصرف الصحي، والمياه الملوثة، والقمامة والمخلفات والحيوانات الضالة، إضافة إلى المستوى المعيشي والوضع الاقتصادي السيئ، وانتشار الفقر الذي يعتبر عاملاً مشتركاً بين جميع الأسر التي ظهرت فيها حالات الإصابة بالمرض.

ليس هذا فحسب، بل انتشار الجهل بين السكان، ما أدى إلى انتشار المعتقدات الخاطئة والشائعات المغرضة تجاه الأمصال والتطعيمات، وصعوبة التنقل في المناطق ذات الطبيعة الجغرافية القاسية، للوصول إلى مراكز التطعيم، ما أسهم في غياب الكثير من الأطفال المستهدفين بحملات التطعيم عن أخذ الجرعات المخصصة لهم، وأسهم في الحد من حركة، وتنقل فرق التطعيم في هذه المناطق.

على الرغم من ذلك كله، نجح محمد بن زايد في ما لم تنجح فيه أي حملة دولية من قَبْلُ لمكافحة هذا المرض، حيث استطاعت حملة الإمارات للتطعيم، بفضل إنسانيته وإصراره، إعطاء جرعات التطعيم للأطفال الباكستانيين في العديد من المناطق الصعبة والمعقدة، واستفاد منها 21 مليون طفل دون سن الخامسة، وقدمت حتى الآن 86.6 مليون جرعة تطعيم إلى أطفال باكستان ضد شلل الأطفال.

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر