صور الشهداء..!!
كُتب الكثير عن صور الشهداء قديماً وحديثاً..
ولكن هل يُمكننا أن ننكر أنَّ سحراً حقيقياً تحمله تلك الصور..
سحر لم نكن نراه فيها..
حين كنا ننظر إلى الصورة ذاتها قبل أن تحلّق روح الشهيد إلى سقف العرش؟
أحس كثيراً بأن عينَي الشهيد في الصورة حيّتان.. تنطقان بأمر ما..
ولكنني لم أتبينه قط!
أتراه يقول: لا تحزنوا علينا، فنحن في خير لا تعرفونه!
هل يحذّر من أمر ما، من خيانة ما؟
هل يحمل وصية أخيرة بتقبيل رأس أمه عنه؟
لن نعرف أبداً، ولهذا سيبقى الجمال والسحر في نظرته.
أكثروا من النظر في وجوه الشهداء، فالنظر في وجوه أهل الجنة له تأثيره.
كما أن النظر في وجوه الشياطين يميت القلوب، فوجوه الشهداء تحييها.
لا حُرمنا أجركم!
انظر إليهم.. هم مختلفون ليسوا مثلنا أبداً.. كانت لهم ميزة منذ البداية، إلا أننا لم ندركها، حتى أدركهم القدر.
في صور الشهداء ترى أن الدنيا لا تستحق.. تستدعي الذاكرة صورة لشهيد آخر بردائه الأبيض الشهير، وعبارته الخالدة.. «نحن لا نستسلم..
ننتصر.. أو نموت».
تتضاءل الأحلام السطحية من شهادات ومنازل ومناصب.. أمام تلك الصور، فالفوز الحقيقي هناك.
تتضاءل الأسماء والمذاهب والنعرات، فما يوحّد الفائزين هناك أكبر مما يفرقنا على دنيانا التي ضحوا بأرواحهم لكي ننعم فيها، ونتكئ بعد مجلس ومأكل ومشرب، ناظرين إلى صورهم.. متمتمين: رحمكم الله، لكي نُطمئن الضعف فينا.
كلما نظرت إلى صوركم، قال صوت من شمالي.. كلكم يقاتل، هم بالبندقية، وأنتم بالقلم.
كلما نظرت إلى صوركم، ردّ صوت ساخر من يميني.. شتان بين بقعة حبر.. وبقعة دم!
Twitter:@shwaikh_UAE
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .