كل يوم

هيئة الطرق.. إنجازات مضت وتحديات مقبلة!

سامي الريامي

بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لتأسيس هيئة الطرق والمواصلات العامة في دبي، لابد أن نشيد ونثني على كثير من الإنجازات التي تحققت خلال هذه السنوات، وهي بكل تأكيد إنجازات ليست سهلة، بل صعبة ومعقدة، ولم تتحقق إلا بجهد وتعب وتخطيط مستمر على مدار الساعة.

• المطلوب من هيئة الطرق الآن في مرحلتها العشرية الثانية، أن تضاعف الجهد لرفع مستوى السلامة المرورية، ومضاعفة نسبة استخدام وسائل النقل الجماعي.

 ليس في ذلك مجاملة للهيئة والعاملين فيها، بل هي كلمة حق يستطيع أن يؤكدها كل من يرصد حجم العمل في الهيئة، وكيف استطاعت أن تتخطى العديد من التحديات التي واجهت مسيرتها، بدءاً من مرحلة تأسيس اللبنة الأولى للهيئة، مروراً بنقل المهام والأصول والأنظمة التقنية من ثلاث دوائر ضخمة، هي: بلدية دبي، والقيادة العامة لشرطة دبي، ومؤسسة دبي للمواصلات، إلى دائرة مركزية تتولى شؤون كل ما يتعلق بالطرق والمواصلات، لتُنهي بذلك سنوات طويلة من تشابك العمل في دوائر وجهات مختلفة، وتجعله أكثر إنتاجية وتركيزاً.

 هذه الخطوة المعقدة تمت في وقت قياسي، ومن خلالها وفرت الهيئة الكوادر الإدارية والفنية المؤهلة، وتعاملت مع أبرز وأضخم مشكلة تواجه الطرق في دبي، وهي مشكلة الازدحام المروري، فنجحت في تخطي الكثير من العقبات، ووضعت الحلول لكثير من الاختناقات، وسهلت المرور في عدد كبير من المناطق، ومازالت تتعامل مع المشكلة يوماً بيوم، وساعة بساعة.

الهيئة، وللأمانة، بذلت جهوداً جبارة لمعالجة مشكلة الازدحامات، والاختناقات المرورية، ولايزال أمامها الكثير من التحديات الضخمة التي تواجهها، للتعامل مع هذه الأزمة القديمة المتجددة، لذا فإن المرحلة المقبلة تتطلب التركيز على الحلول غير التقليدية لعلاج المشكلة، فتوسيع الطرق، وإنشاء الجسور والتقاطعات جزء من الحل، لكنه ليس كل الحل.

هيئة الطرق أدركت ذلك، والمطلوب منها الآن في مرحلتها العشرية الثانية، أن تضاعف الجهد لرفع مستوى السلامة المرورية، ومضاعفة نسبة استخدام وسائل النقل الجماعي، وصولاً لإنجاز أكثر من 90% من الخطة الاستراتيجية التي وضعتها الهيئة لتطوير البنية التحتية لشبكة الطرق، ومنظومة النقل الجماعي، ومرافق المشاة والسلامة المرورية، ويقف على رأس هذه المشروعات وأكثرها تميزاً مترو دبي وترام دبي.

لسنا خبراء طرق، ومن السهل جداً أن تسمع نقاشات منزلية ومكتبية بين الناس عن أفضل وسائل الازدحامات المرورية، لكن الواقع الميداني ليس بالسهولة التي نعتقدها، نُدرك ذلك تماماً، ونُدرك أيضاً أنه ليست جميع الحلول متاحة للهيئة لتنفيذها، فهناك كثير من الأمور مازالت خارج صلاحياتها، لكن لدينا ثقة تامة مبنية على حجم الإنجاز الذي قامت به هيئة الطرق في عشر سنوات ماضية، أنها مازالت تملك الكثير من المشروعات والأفكار والقوانين التي يمكن أن تتعامل بها مع مشكلة الازدحامات المرورية، كما أنها تملك الكثير من العقول والخبرات التي تستطيع بها إعادة تشكيل الطرق، وإعادة تخطيط مداخل ومخارج المناطق السكنية بشكل أفضل وأسهل، ونثق تماماً بأن ما ستقدمه الهيئة خلال السنوات العشر المقبلة أكثر وأضخم وأهم مما قدمته في سنواتها العشر الأولى!

 twitter@samialreyami

 reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر