٥ دقائق
كيفك أنت؟
استوحيت موضوع هذا المقال من أغنية «أديل» Hello، التي أحدثت ضجة تستحقها عن جدارة، حيث تخطت مشاهدات الأغنية على أحد روابط «يوتيوب» 363 مليون مشاهدة، كيفك أنت؟ شو أخبارك؟ عامل أيه؟ سؤال عابر ومتكرر يومياً لكن معظمنا لا يقف عنده كثيراً، الحقيقة أننا بحاجة يومية إلى أن نسأل نحن أنفسنا هذا السؤال؟ كيف أنا؟ كيف هي الحالة المزاجية لي اليوم؟ بماذا أشعر؟ هل تراودني مشاعر إيجابية أم سلبية؟ كيف هي صحتي النفسية؟
الصحة النفسية ليست مجرد غياب الاضطرابات النفسية، بل هي حالة من العافية يستطيع فيها كل فرد إدراك إمكاناته الخاصة. |
بحسب منظمة الصحة العالمية فإن الصحة النفسية ليست مجرد غياب الاضطرابات النفسية، بل هي حالة من العافية يستطيع فيها كل فرد إدراك إمكاناته الخاصة، والتكيف مع حالات التوتر العادية والعمل بشكل منتج ومفيد من أجل الإسهام في مجتمعه المحلي. ومنذ عام 1992 تحتفل المنظمة في أكثر من 150 دولة باليوم العالمي للصحة النفسية، الذي يصادف العاشر من شهر أكتوبر من كل عام، ويتم تقديم برامج ومحاضرات توعية حول هذا الموضوع. وقد قطعت دول عدة شوطاً كبيراً في الاهتمام بالصحة النفسية للفرد ورفع الوعي حول الاهتمام بها، حيث لا يجب التركيز فقط على الصحة البدنية، لما للبعد النفسي من أهمية قصوى في الانسجام والوئام لدى الفرد وتكيفه مع من حوله ومع مجتمعه حتى يكون إنساناً منتجاً وإيجابياً. إن الصحة النفسية تساعد الفرد على اتخاذ القرارات السليمة، وتجعله أكثر ثباتاً وصموداً أمام مشكلات وتحديات الحياة، كما تساعد الفرد على فهم نفسه وفهم الآخرين والتحكم في انفعالاته ورغباته.
تشير الإحصاءات في أستراليا مثلاً وهي واحدة من ضمن البلدان المتقدمة إلى أن 45% من الأستراليين يعانون مشكلات تتعلق بالصحة النفسية، وأن الموظفين هم أكثر عرضة لتلك المشكلات، أما في بريطانيا فقد أنشأت هيئة الخدمات الصحية NHS مبادرة بعنوان «مؤسسات تهتم» أو Mindful Employers، ووفقاً لهذه المبادرة تلتزم المؤسسات طواعية بالتوقيع على ميثاق أخلاقي يحث على الاهتمام بالصحة النفسية والعقلية لموظفيهما ومراعاة من هو بحاجة إلى عناية خاصة، ويمكن للمؤسسات المشاركة أن تضع شعار هذه المبادرة على موقعها ومطبوعاتها كما تحظى بمعاملة متميزة من المؤسسات الأخرى. ما أحوجنا في عالمنا العربي إلى مثل هذه المبادرات التي ستسهم بشكل فعال في رفع الوعي حول الصحة النفسية، ومن ثم مساعدة الأفراد على التعايش مع مجتمعاتهم وزيادة إنتاجيتهم ورضاهم عن أنفسهم وعمن حولهم، فتختفي الأمراض النفسية والسلوكية الكثيرة التي باتت سمة هذا العصر شديد التعقيد.
@Alaa_Garad
Garad@alaagarad.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .