الشهداء لا يموتون

أتذكر ابتسامة الشهيد جمال المهيري عندما كان يلتقي بي، يسلّم وهو يضحك، يُذكّرني بتعليق كتبته أو بموقف مضحك كنت طرفاً فيه، أتذكر شخصيته الرائعة بلا جدال، يساعد من يعرفه ومن لا يعرفه، لا مانع لديه في أن يخصص وقته الخاص ليعطي معلومة تفيد من يتحدث معه دون ملل وتذمّر، يتمنى الخير للجميع، أخلاقه لم تكن محل نقاش، قدوة في الاحترام والالتزام وفي كل شيء.

• أفتخر بقادتي الذين كانوا في مقدمة المعزّين والمواسين وتكريم أهالي الشهداء.

كنت أعرف أنه أول من يداوم وآخر من يخرج، ليس مجرد تأدية واجب، بل إبداع في العمل بشهادة كل من كان قريباً منه، خدم الوطن بتفانٍ وإخلاص، لم ينتظر يوماً أي ثناء وشكر من أحد، يتحدث دائماً عن أنه رهن إشارة الوطن في أي زمان ومكان، لم يكن حديثه مجرّد شعار، بل فعل على أرض الواقع.

مرّت قرابة الثلاثة أشهر منذ استشهاده، تراودني تلك الأحلام التي أجد نفسي أسلّم عليه وأجلس معه مثل كل مرة، لا أعرف كيف أصف ذلك الشعور عندما أتذكر السنوات التي عرفته فيها، كلما تذكرته أخدع نفسي بأن غيابه مجرد حلم، وأشعر أنه لايزال حياً يُرزق، لمَ لا فقد علّمتني الحياة أنّ القلوب الرائعة لا تموت.

بالأمس كان يوم الشهيد، كان يومه مع رفقائه الذين استشهدوا من أجل الوطن، يوم عظيم لتخليد الشهداء، تبرز فيه تضحياتهم وإخلاصهم في خدمة الوطن، نعرف خبايا مضيئة لم نكن نعرفها عنهم، على الصعيد الشخصي كنت أعرف اثنين منهم، إنما الآن أصبحت أعرفهم من صورهم وأسمائهم، أعرف أنهم في قائمة الشرف والعز والكرامة التي يتمنى كل مخلص أن يكون اسمه في هذه القائمة.

أفتخر بقادتي الذين كانوا في مقدمة المعزّين والمواسين وتكريم أهالي الشهداء، وأفتخر بوطني الذي يحتفي بشهداء الإمارات، وطن يقدم درساً عظيماً من دروس الوفاء لكل من ضحّى بحياته في سبيل راية الحق والأمن والأمان.

أفتخر بإنجازات الوطن، وطن أبى إلا أن يكون عنواناً للتقدير والوفاء والعطاء، وطن ندين له بالولاء والانتماء، وطن أُقسمُ بالله العظيم أن أكون مخلصاً له وأبذل الغالي والرخيص من أجل الدفاع عن أرضه وأمنه وسلامته، وطن جعلني أرفع رأسي لأقول بكل فخر: أنا إماراتي.

Emarat55@hotmail.com

Twitter: @almzoohi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

الأكثر مشاركة