مزاح.. ورماح

«آخر أحزان الوريا..!!»

عبدالله الشويخ

الكثيرون فهموا اللعبة.. وهم يقومون بذات ما أقوم به.. حتماً لا يوجد شخص مستقيم بالكامل.. فلو استقام أخلاقياً قد لا يستقيم وظيفياً.. وإن استقام وظيفياً قد لا يستقيم دينياً.. وإن استقام دينياً قد لا يستقيم رياضياً.. ولهذا فنحن بشر.. ولهذا فهناك فروق كثيرة بيننا وبين الملائكة..

ولما كنا مخلوقات غير مستقيمة فلدى كلٍّ منا بالطبع معاملات غير مستقيمة.. لا تستقيم إلا بالحصول على توقيع استثناء من أحد المسؤولين.. إما لأنها مخالفة لنص القانون.. أو لأنها مخالفة لروحه.. ما هو الفرق بين نص القانون وروحه؟ تلك حكاية أخرى قد نتحدث عنها ذات يوم.. ولكن تجدر الإشارة هنا إلى بعد نظر بعض الإخوة العرب أثناء سبهم لشخصية ما فيلعنون روحها.. متجاوزين (نصها) إمعاناً في الإهانة..

اعتدت كما فهم غيري أن أقوم بتجميع المعاملات التي تحتاج إلى استثناءات حتى موسم ما بعد ظهور سهيل، وهي هذه الأيام الشتوية الجميلة.. استخدام خادمة هاربة.. سيارة محجوزة بسبب قطع إشارة.. عمال مخالفون.. دراجات مصادرة.. سرقة بضعة أمتار من رصيف الجيران.. شيك مرتجع.. وغيرها مما يعتبره البعض (لمماً).. ولكنها بالمجموع يمكن أن تسبب لك سجناً مدى الحياة..

نفسية المجتمع بأكمله تتغير في هذه الأيام.. بمن فيهم المسؤولون والموظفون الحكوميون.. ربما يمكن استثناء الذين ليست في مكاتبهم شبابيك تنقل إليهم ما يحدث خارج مكاتبهم.. ابتسامات الموظفين تختلف في هذه الأيام.. تقف أمامهم لتعترف بالجرم المشهود.. فيبادرك الموظف بمجموعة من الحلول.. مع تفهمه لوضعك.. ويكتفي بنظرة أمومة سريعة وهو يقول لك إن عليك ألا تكرر هذا الأمر.. فالقانون وضع بالدرجة الأولى لمصلحتك.. تقول في سرك: يابن الإيييه!

تتذكر ذات الموظف وذات المعاملة وذات المخالفة في فصل الصيف.. عندما يخبرك ورذاذ غضبه يتساقط على وجهك بأنك شخص غير مسؤول.. ويأمر بجلدك وإحالة أوراقك إلى المفتي، مع توصية بإلقاء ما يتبقى من جثتك للكلاب الضالة.. وإن لم توجد فللكلاب غير الضالة.. المهم أن يكون هناك كلب يؤدب روحك.. التي تختلف عن نصك في قصة أخرى يقول أحدهم إنه قد يرويها ذات يوم..

لو كانت أيامنا كلها بهذا الجمال الطبيعي لتغير وجه التعامل بين البشر.. تلك المخلوقات العجيبة التي لا تشبه الملائكة والتي تتأثر بحرارة الجو والازدحام والإحباط، فينعكس ذلك على تعاطيها مع الآخر.. سأراهنكم على شيء لمن زار القرن الإفريقي ويعرف أجواءه، المشكلة ليست سياسية على الإطلاق.. ولكن الحر هناك لا يطاق.. وزعوا على كل منزل في مقديشو (إير كوندشنر) وإذا لم تحل الأزمة الصومالية خلال عام واحد.. فـ..

فسأتحمل التكلفة كاملة..!!

بشيكات موعدها بعد ظهور سهيل!

Twitter:@shwaikh_UAE

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر