مزاح.. ورماح
تحليل المنشور..
في السابق كان إذا ما تشاجرت المرأة مع زوجها وارتفع منسوب الاختلاف، واحمرت الوجوه، ورفّت الشوارب، ونفرت عروق الرقبة من الصياح، وصار «الكحل للرُّكب»، تقوم السيدة بجمع ملابسها واحتياجاتها من البيت ووضعها في حقيبة سفر، وتعمل «تشيك آوت» لغرفة النوم وتغادر وهي تصرخ «والله ما بظل لك دقيقة ببيت»، الآن اختلف الوضع تماماً.. إذا ما حدث خلاف ولو بسيطاً بين زوجين، تسرع الزوجة إلى كتابة «بوست» على الـ«فيس بوك» يشي بموضوع الخلاف، ولسان حالها يقول: «والله ما بظلّ لك دقيقة بأكاونت»..
كانوا يقولون سابقاً: قل لي ماذا تقرأ أقل لك من أنت، قل لي من ترافق أقل لك من أنت.. قل لي ماذا تسمع أقل لك من انت، الآن قل لي ماذا تكتب.. أقل لك شو صاير معك.. في ألآونة الأخيرة أصبحت موضة، وموضة سيئة للغاية عندما يتعرض أي شخص لأي خلاف أو مضايقة، أو تعكير صفو، أو سوء فهم، يقوم بكتابة انفعاله على صفحته مباشرة من دون تفكير أو تمهّل، أو إعطاء الآخر فرصة الاعتذار، أو حتى حفظ خط الرجعة في حال انصلح الحال، ولكثرة ما قرأت صرت أعرف ما المشكلة التي تواجه الكاتب ولو من باب التلميح..
• «لا تأسفن على غدر الزمان لطالما.. رقصت على جثث الأسود كلاب»: التحليل الأولي للمنشور: إن أحد زملاء الأخ الكاتب فرح لتقديم استقالته أو «تفنيشه» من العمل فرغب بالردّ عليه بهذه الكلمات..
• «لا تطلبِ الرزقَ بامتهانِ ولا ترد عُرْفَ ذي امتنانِ، واسترزقِ اللّه واستعنْهُ فإِنه خيرُ مستعانِ».. تحليل المنشور: الأخ الكاتب طلب زيادة على راتبه إلا أن المدير «لبّسه الباب»، وقال له الوضع المالي للمؤسسة لا يسمح، بالإضافة إلى سماعه كلمتين عن التقصير في العمل وضعف الإنجاز..
• «كلب صديق خير من صديق كلب».. تحليل المنشور: إن كاتب هذا «البوست» قد طلب من صديقه سلفة لآخر الشهر، فاعتذر الأخير رغم معرفة الطالب بقدرة الأول.
• «الخاين يخون الله».. تحليل المنشور: الزوجة تريد أن تستخدم الخطاب الديني لزوجها، في حال سوّلت له نفسه أن «يلعب بذيله»، لكن ليس لديها أي أدلة مادية غير حدسها.
• «الخيانة لا تزدهر، لأنها إذا ازدهرت فلن يجرؤ أحد على تسميتها خيانة».. تحليل المنشور: الزوج موضع شك ومواجهة يومية، لكن يرفض الاعتراف بوجود أي امرأة بحياته.
• «ليس ثمة شرقي إلا وفيه شيء من الخيانة».. تحليل المنشور: الزوج - ما غيره - ممسوك مس اليد هذه المرة، والأخير مازال يبرر ويحاول إثبات براءته.
• «الطيور على أشكالها تقع».. تحليل المنشور: واضح أن الأنثى الجديدة في حياة الزوج ـ في المناشير أعلاه - ليست بذلك الجمال ولا المكانة، فــ«قصفت» جبهتهما معاً..
• «أبوطبيع ما يجوز عن طبعه».. تحليل المنشور: إن الزوجة خلاص تعوّدت على «حركات زوجها القرعة»، فلم تعد تأبه بما يقوم به، فقد عجزت عن إصلاحه، بالمناسبة هذه الحالة «القنوط المسالم» يتمناها الكثير من الأزواج.
في السابق كان هناك فاصل زمني بين الغضب والرضا.. تحل معظم المشكلات قبل أن يعرف بها أقرب الناس إليك.. الآن بين الخطأ و«بوسة» اللحية.. ينشر ألف «بوست» وتدخل بالقصة ألف «لحية».
ahmedalzoubi@hotmail.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .